عنوان الفتوى : المرور بين يدي المصلي .. الحكم.. والواجب
عندما أصلي في المسجد، وعند انتهاء الإمام من الصلاة، يتبقى لي ركعة أو ركعتان لتكملتهما (أقصد صلاة المسبوق), ولكن الناس الذين انتهوا من صلاتهم يمرون من جانبي، ومنهم من يمر من أمامي ملاصقًا لي، وأتضايق كثيرًا، ولا أركز في صلاتي، وأخشى أنهم فعلًا قطعوا صلاتي. فهل قطعوا صلاتي؟ وهل أعيد صلاتي في هذه الحالة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن مرور الناس إلى جانب المصلي لا حرج فيه، ولكن المرور بين يديه -أمامه- قريبًا منه لا يجوز؛ لنهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، ووعيده الشديد لمن مرّ بالقرب منه إذا لم تكن له سترة، أو مرّ بينه وبين سترته؛ فقد جاء في الصحيحين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لو يعلم المارّ بين يدي المصلي ماذا عليه -من الإثم- لكان أن يقف أربعين خيرًا له أن يمر بين يديه". وانظر الفتوى رقم: 129529.
لذلك فإن عليك أن تمنعه من المرور أمامك، وتدرأه ما استطعت، إذا مرّ بينك وبين سترتك، أو كان قريبًا منك بحيث يمر على موضع سجودك إن لم تكن متخذًا سترة. وانظر الفتوى رقم: 74758.
وعلى كل حال؛ فصلاتك صحيحة، ولا تنقطع بمرور من يمرّ أمامك؛ لما رواه مَالِك في الموطأ، عَنِ عَبْد اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وغيره من الصحابة أنهم كَانوا يَقُولُون: «لَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ شَيْءٌ مِمَّا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي». وراجع الفتوى رقم: 28786.
والله أعلم.