عنوان الفتوى : لا يقطع الصلاة شيء
سؤالي بخصوص سترة المصلي هل هي واجبة أو من سنن الصلاة وهل تتأثر صلاة المصلي إذا مرَّ من أمامه شخص آخر وهل هناك اختلاف في الحكم بين الرجل والمرأة في ذلك؟ ولكم جزيل الشكر....
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أن سترة المصلي سنة وليست واجبة، وذهب بعضهم إلى وجوبها.
ولتفاصيل ذلك وأدلته نحيلك إلى الفتوى رقم: 1998، ويستوي في هذا الحكم الرجل والمرأة.
وبخصوص تأثر الصلاة أو بطلانها بالمرور أمام المصلي فقد ذهب الجمهور إلى أن الصلاة لا يبطلها المرور أمام المصلي، سواء كان المار رجلاً أو امرأة أو حيواناً.
وذلك لأدلة منها: ما رواه أبو داود : لا يقطع الصلاة شيء، وادرأوا ما استطعتم.
وهذا مع اتفاقهم على أن من تعمد المرور أمام المصلي آثم، وكذلك المصلي إذا خشي المرور أمامه ولم يتخذ سترة فإنه آثم أيضاً، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمر بين يديه. رواه البخاري ومسلم.
وذهب بعض أهل العلم إلى أن الصلاة تبطل بمرور المرأة أو الحمار أو الكلب الأسود أمام المصلي إذا لم تكن له سترة أو كانت له سترة فمرت بينها وبينه، وذلك لما رواه أحمد والنسائي وابن ماجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان أحدكم قائماً يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل، فإن لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته المرأة والحمار والكلب الأسود...
وتأول ذلك الجمهور بأنه نقص للأجر لشغل القلب بهذه الأشياء عن الصلاة، وليس المراد بطلانها بالكلية.
والله أعلم.