عنوان الفتوى : هل يدخل من تاب من اللواط في حديث (شاب نشأ في طاعة الله)
فى الفتوى رقم: (262687) تفضل المفتي بتوضيح مفهوم اْن الميول لنفس الجنس بسبب الاغتصاب أو غيره من الأسباب التي لا دخل للعبد فيها بلاء. وأنا تعرضت لجريمة اغتصاب في صغري، وأصبحت في البلوغ أحب أن أمارس اللواط، فهل بالتوبة أدخل في وعد شاب نشأ في عبادة الله؟ وهل أصلًا بعد التوبة تبقى هذه الميول ابتلاء حتى التعافي منها؟ أرجو الشرح والتفصيل، وكيفية التخلص من ذم القضاء والقدر في هذا الباب؟ وهل من يمارس اللواط يجوز وصفه بأنه من قوم لوط؟ وهل من يمارس اللواط كافر لحديث سيدنا ابن عباس في آخره يقول: كما فعل الله في قوم لوط رغم أن اللواط يثبت بأربعه شهود؟ ولِم لَم يتكلم الإمام ابن القيم عن مفهوم الابتلاء في هذا الموضوع، بل كتب عن الممارسه فقط؟ علمًا بأن ترك صلاة واحدة والحكم بغير ما أنزل الله أعظم من اللواط، ولكن المفتي لم يذكر ذلك سابقًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمع كون اللواط من الكبائر العظام إلا أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وانظر في ذلك الفتويين: 26148، 30031.
وأما من حصل منه هذه القبائح ثم تاب منها هل يشمله وعد (وشاب نشأ في طاعة الله): فانظر في ذلك الفتوى رقم: 249454.
ولا يلزم أن تزول جميع الميول بعد التوبة، ولكن يُذهبها -إن شاء الله- الانشغال عنها بالطاعات؛ كالصوم، والصلاة، والقرآن، والإقبال على الزواج، ونحو ذلك، وكلما تأمل المسلم قبائح هذه المعصية نفرت نفسه عنها، ولم يستجب لتسويل الشيطان.
ويمكنك بهذا الخصوص مراسلة قسم الاستشارات من موقعنا.
ومن يمارس اللواط يجوز وصفه بأنه من قوم لوط؛ باعتبار أنه يشابههم في هذا الأمر، ولذا جاء في الحديث الذي رواه الترمذي، وأبو داود، وابن ماجه، وغيرهم: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به).
ولا يلزم من التشبيه كمال التطابق، فقولنا: فلان أسد. يُراد به الشجاعة، لا التطابق مع الحيوان المفترس.
ومع كون اللواط من الكبائر العظام إلا أنه ليس من الكفر الأكبر، كما بيّنّا بالفتوى رقم: 173609.
ونرجو إرسال ما بقي من أسئلتك كل سؤال في رسالة مستقلة؛ حتى يتسنى لنا إجابته.
والله أعلم.