عنوان الفتوى : معنى أثر: ليس في الجنة شيء مما في الدنيا إلا الأسماء
ليس في الجنَّة شيءٌ ممَّا في الدُّنيا إلا الأسماء ـ رواه البيْهقي، وصحَّحه الألباني، فما تفسير هذا الحديث؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالنص المذكور أثر موقوف على ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وصححه الألباني كما ذكرت، ومعناه كما قال العلماء: أن ما ذُكر لنا في نصوص الوحي عن نعيم الجنة من الثمار والأشجار والأنهار والسرر والفرش والأكواب.. مخالف لما في الدنيا أي: ليس في الجنة شيء مما في الدنيا إلا الأسماء، وإنما ذكر لنا بتلك الأسماء التي نعرف من باب التقريب للأذهان، وإلا فإن في الجنة من النعيم المقيم الأبدي ما لا يمكن وصفه، ولا يمكن لعقولنا أن تتخيله ولا للغة التخاطب عندنا أن تعبر عنه.. قال الصنعاني في التنوير شرح الجامع الصغير: ليس في الجنة شيء مما في الدنيا ـ من الطيبات: إلا الأسماء ـ وإلا، فالذوات غير الذوات، واللذات غير اللذات.
وقال المناوي: ليس في الجنة شيء مما في الدنيا إلا الأسماء ـ وأما المسميات فبينها من التفاوت ما لا يعلمه البشر، فمطاعم الجنة ومناكحها وسائر أحوالها إنما يشارك نظائرها الدنيوية في بعض الصفات والاعتبارات، وتسمى بأسمائها على منهج الاستعارة والتمثيل ولا يشاركها في تمام حقيقتها.
وقال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في شرح رياض الصالحين: أتظنون أن قول الله تعالى: فيهما فاكهة ونخل ورمان ـ أتظنون أن النخل والرمان والفاكهة كالذي في الدنيا؟ لا والله، ليس في الجنة شيء مما في الدنيا إلا الأسماء.
والله أعلم.