عنوان الفتوى : موقف ابن تيمية من التصوف

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

قرأت في موقع صوفي أن شيخ الإسلام ابن تيمية، والذهبي، وابن القيم كانوا صوفيين. هل ذلك صحيح؟ ولماذا دفن شيخ الإسلام في قبور الصوفية؟ هل يعتبر الصوفيون من أهل السنة أم هم من الفرق الضالة؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد شرح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أحوال الصوفية ومناهجهم في كثير من الفتاوى والرسائل، وهي مجموعة في مجلد كامل من مجموع الفتاوى، وقد سماه جامعها (كتاب التصوف)، وهو المجلد الحادي عشر منها، ولم يثبت عن شيخ الإسلام أنه انتمى إلى التصوف مع أنه امتدح بعض المتصوفة، وخلاصة رأيه في التصوف ومن انتمى إليه تتلخص في قوله: وأولياء الله هم المؤمنون المتقون، سواء سمى أحدهم فقيراً أو صوفياً أو فقيهاً أو عالماً أو تاجراً أو صانعاً أو أميراً أو حاكماً أو غير ذلك، قال تعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ . انتهى.
وننبه السائل إلى أن التصوف يشتمل على كثير من الطرق التي تدعي الانتماء إليه، وتحمل عليه كلام شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وهو من ذلك براء، لأنه حينما امتدح بعض المتصوفة كان على علم بحالهم، وفي المقابل فقد ذم آخرين من الذين يدعون الانتماء إليهم كالحلاج وابن عربي وغيرهما، ولذلك قال في الفتاوى: وقد انتسب إليهم طوائف من أهل البدع والزندقة، ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم: كالحلاج مثلاً. انتهى.
ولمعرفة حقيقة التصوف وبعض طرقه راجع الفتاوى رقم: 8500، 10931، 10869، 13353، 13742، 20393، 21245، 4159.
ولا نعلم سبباً معيناً لدفن الشيخ في مقابر الصوفية، إلا أنه دفن فيها بجوار أخيه شرف الدين عبد الله، والدفن في مقابر الصوفية غير ممنوع إذ هم من المسلمين، والدفن في مقابر المسلمين هو الأصل، وقد علمنا أن هذه المقابر لا تختص بالصوفية وحدهم، بل دفن فيها غيرهم من المسلمين.
والله أعلم.