عنوان الفتوى : رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام سنة مستحبة
هل رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام في الصلاة أمر ضروري؟ وماذا يترتب على عدم رفعهما؟ حيث إننا هنا نتبع المذهب الذي يعتبر رفع اليدين ليس ضروريا ودليلهم على ذلك أن الرسول عليه الصلاة والسلام رفعهما من أجل الكافر الذي يصلي خلفه والذي خبأ السكين تحت إبطه لقتله.فالرجاء إبلاغي هل نحن على صواب أم لا؟جزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فرفع اليدين عند تكبيرة الإحرام سنة مستحبة نقل الإمام النووي الإجماع على استحبابها، ولكنه ليس بواجب، ولا تبطل الصلاة بتركه، ولكن تاركه فوّت خيراً عظيماً بتركه سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن رفعه عليه الصلاة والسلام ليديه من أجل الكافر خلفه كما في السؤال، علماً بأننا لم نقف على هذه القصة المذكورة ولا نعلم صحتها من ضعفها، ولكن الشيء الذي ينبغي أن يُعلم هو أن رفع اليدين في تكبيرة الإحرام وعند الركوع والرفع منه والقيام من الركعة الثانية سنة واظب عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد حكاها في صفة صلاته جماعة من الصحابة يزيدون على العشرين صحابياً منهم: ابن عمر الذي قال فيما رواه الإمام مسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام للصلاة رفع يديه حتى تكونا حذو منكبيه ثم كبر، فإذا أراد أن يركع فعل مثل ذلك، وإذا رفع من الركوع فعل مثل ذلك، ولا يفعله حين يرفع رأسه من السجود.
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة رفع يديه مداً رواه الترمذي وأبو داود والنسائي وأحمد.
وروى البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والدارمي وأحمد وهذا لفظ الترمذي: حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قالا: حدثنا يحيى بن سعيد القطان حدثنا عبد الحميد بن جعفر حدثنا محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي حميد الساعدي قال: سمعته وهو في عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحدهم أبو قتادة بن ربعي يقول: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: ما كنت أقدمنا له صحبة ولا أكثرنا له إتياناً، قال: بلى، قالوا: فاعرض، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائماً ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، فإذا أراد أن يركع رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ثم قال: الله أكبر وركع.... إلى آخر الحديث الطويل في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم.
فعلى المسلم أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم ويعمل بسنته، ولا يتعصب لمذهبه على حساب سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالحق أحق أن يتبع، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.