عنوان الفتوى : حكم تواصل الشاب بالرسائل مع فتاة نوى أن يتزوجها
ما حكم الكلام مع فتاة نويت أن أتزوجها وقد قبلت هي طلبي، ولكن أهلنا ليسوا على معرفة بالموضوع لحد الآن؟ وكنت قد فاتحتها بالموضوع، فقبلت بشرط أن نؤجل إعلام الأهل والخطبة إلى ما بعد سنة من الآن كونها -ما زالت طالبة-، وكوني طالبًا كذلك، فقبلت الشرط ولكني أتمنى لو أستطيع أن أبقى متواصلًا معها هذه المدة، فأردت أن أعرف مدى جواز كلامي معها بالرسائل المكتوبة حصرًا، مع لزوم حدود الله في الكلام، وكوني حددت هذه المواصفات؛ لأني سمعت من صديق قد سأل شيخًا (على حد قوله) عن نفس الموضوع، فأجابه بجواز الكلام كتابة في حالة وجود نية الزواج، فهل هذا صحيح؟ وفي أي حالة يجوز -جزاكم الله كل خير-؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما لم تعقد على الفتاة المذكورة، وتصبح زوجة لك، فإنها تظل أجنبية عنك، ولها حكم أي امرأة أجنبية أخرى.
ومعلوم أن المراسلة بين الرجال والنساء الأجانب إذا كانت لغير حاجة معتبرة شرعًا، لا تجوز؛ لما في ذلك من فتح باب التعرض للفتنة، وتسهيل مداخل الشيطان، يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ في فتاوى المرأة المسلمة: فلا يجوز لأي إنسان أن يراسل امرأة أجنبية عنه؛ لما في ذلك من فتنة، وقد يظن المراسِل أنه ليس هناك فتنة، ولكن لا يزال به الشيطان حتى يغريه بها، ويغريها به، وقد أمر صلى الله عليه وسلم مَن سمع الدجال أن يبتعد عنه، وأخبر أن الرجل قد يأتيه وهو مؤمن؛ ولكن لا يزال به الدجال حتى يفتنه. اهـ
وعلى هذا؛ فإن المراسلة بينكما لا تجوز إلا لحاجة معتبرة شرعًا -كما قلنا-، ولا يبيحها كونك تنوي الزواج منها، فلتتق الله سبحانه وتعالى، ولتحذر من مداخل الشيطان، ومكايده.
والله أعلم.