سنن الله التي لا تتخلف - أحمد قوشتي عبد الرحيم
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
وإذا ساءك منظر تلك الجماهير التي غيبت عقولهم، وضلّت أحلامهم، فصاروا يترجون جلادًا غشومًا أن يحكمهم، ويهتفون باسمه، ويرقصون بصوره، ويصنعون له تماثيل، ولعله إن تمكن منهم أذاقهم سوء العذاب، وأراهم ما لم يرونه من قبل - فارجع إلى كتاب الله واقرأ تلك الآيات، وتأمل ما فيها من سنن في الخلق لا تحابي أحدا، وتصدق على الأفراد، والشعوب والجماعات.
قال تعالى {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} [الزخرف:54] - فبسبب فسقهم، قيّض لهم فرعون، يضلهم ويغويهم، ولولا فسقهم ما كان بإمكانه أن يستخفهم.
وقال تعالى {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأنعام:129] - وكما قال الأعمش: إذا فسد الناس أمّر عليهم شرارهم.
قال تعالى {لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ} [المائدة:59] - أي عقوبة فعله وذنبه الذي أذنبه.
وقال تعالى {نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى} [ النساء :115] - أي نتركه مع اختياره الفاسد كما قال بعض المفسرين.