عنوان الفتوى : أعجبت بشاب وخطبته ولم يرد عليها، فهل يجوز لغيره خطبتها
تعرفت على شاب بالمواصفات التي أرتضيها دينًا وخلقًا وطموحًا، وأردت أن أكوّن معه أسرة صالحة يتباهى بها رسول الله -عليه الصلاة والسلام- يوم القيامة، فمدحته أمام أبي، وطلبت منه أن يفاتحه بالموضوع، وسألنا عنه، وقد استغرقت كل خطوة الوقت الكبير، وتمت الرؤية الشرعية، وسألناه ووجدنا المديح والقبول منه وأنه يرتضيني خلقًا ودينًا، واتفقنا على أن يرى الإجراءات المناسبة ويستشير أهله في الموضوع، لكنه منذ ذلك الوقت لم يرد لي جوابًا، وأنا تقدم لي خطّاب لكني رفضت استقبالهم وتركتهم يرحلون؛ لأنه لا يجوز لي وأنا بموضوع خطبة هذا الشاب، فأخبرته بذلك وأن أهلي لن يقبلوا بأن يستمر الوضع هكذا، لكن للأسف يبدو أنه فهمني خطأ وأني أريد أن أختار بينهم، فبعث لي برسالة أن أهله لم يقتنعوا بعد؛ لأنهم يريدون زوجة من بلدتهم، فصارحته بأن قدره كبير عندي، وأني لم أكن أقصد ذلك، وأن يفكر بالموضوع أكثر، فهو يمر الآن بظروف صعبة أخشى ألا يوافق أهله، وبصراحة أكثر أنا تعلقت به كثيرًا؛ لأن فيه جميع الصفات التي أتمناها، أو لأنه كان أول من دخل قلبي، فهل أخطأت بتعاملي؟ وما حدود التعامل معه الآن؟ وهل ما زال يعتبر خاطبًا لي أم أن عدم موافقة أهله إلى الآن تلغي ذلك؟ وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجوز المرأة شرعًا البحث عن الخطّاب، وعرض نفسها على من ترغب في الزواج منه من الرجال الصالحين، بشرط أن يكون ذلك في حدود الضوابط الشرعية، وسبق أن بيّنّا ذلك في الفتوى رقم: 18430. وتعلق قلبك بهذا الشاب لا إثم فيه إن عففت نفسك عن الوقوع معه في شيء محرم، وراجعي الفتوى رقم: 4220، والفتوى رقم: 5707.
وما لم يُعقد له عليك فأنت أجنبية عنه؛ تتعاملين معه على هذا الأساس، وانظري الفتوى رقم: 56052، والفتوى رقم: 138733.
وإن تم الاتفاق على أمر الخطبة، ولكنه يشاور أهله في أمر الزواج فيحرم أن يخطب أحد على خطبته، وإن لم تتم الخطبة أصلًا ويشاور أهله فيها فيجوز الخطبة على خطبته، كما أوضحنا في الفتوى رقم: 110431.
وإذا تيسر أمر زواجه منك فهو المطلوب، وإن غلب على ظنك عدم رغبته، أو أن لا يتم الزواج بسبب أهله فلا تتبعيه نفسك، بل بادري إلى فسخ الخطبة، ففسخها جائز لكونها مجرد مواعدة بين الطرفين، لأي منهما فسخها متى شاء، وانظري الفتوى رقم: 18857. ولمعرفة كيفية علاج العشق راجعي الفتوى رقم: 9360.
وإذا تقدم لك صاحب الدين والخلق فاقبلي به زوجًا؛ فإنك لا تدرين أين الخير، قال الله -عز وجل-: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
والله أعلم.