عنوان الفتوى : هل تترتب أحكام الوصل والهجر على الصداقة عبر مواقع التواصل
قرأت منذ يومين حديثا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لامرئ أن يهجر أخاه فوق ثلاث" هل هذا يشمل أيضا الأصدقاء عبر الشبكة العنكبوتية؟ لأنه حدث خلاف بيني وبين صديقة لي منذ سنتين، وانقطع التواصل بيننا نهائياً. فهل آثم على قطيعتي هذه؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالصداقة على الفيس بوك، مجرد متابعة، وليست صداقة حقيقية، ولا يترتب عليها أحكام الوصل والهجر، وانظري الفتوى رقم: 216424.
وعلى هذا؛ فلا حرج عليك ألا تردي على إحدى صديقاتك، أو تحذفيها.
لكن إذا حصلت صحبة حقيقية، وحصل اجتماع بينكما؛ فلم تسلم إحداكن على صاحبتها، فهذا هو الهجر المحرم.
جاء في شرح صحيح البخاري (لابن بطال): معنى الهجرة هو: ترك الرجل كلام أخيه مع تلاقيهما، واجتماعهما، وإعراض كل واحد منهما عن صاحبه، مصارمة له، وتركه السلام عليه، وذلك أن من حق المسلم على المسلم إذا تلاقيا، أن يسلم كل واحد منهما على صاحبه، فإذا تركا ذلك بالمصارمة، فقد دخلا فيما حظر الله، واستحقا العقوبة إن لم يعف الله عنهما. انتهى.
والله أعلم.