عنوان الفتوى : هل التطلع إلى ثمرة العمل الصالح ينافي الإخلاص؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

إذا كان المقصد من التوبة أن يوفقني الله أو لأنال محبته كي أنال محبة الناس، فهل هذا محمود أم مذموم؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فلا حرج في محبة الأثر المترتب على العمل الصالح، ولا ينافي ذلك الإخلاص، ولا يكون صاحبه مذمومًا، بدليل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رغب في بعض الأعمال الصالحة بذكر آثارها الدنيوية التي تحبها الأنفس، مثل قوله -صلى الله عليه وسلم-: من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه. رواه البخاري، ومسلم.
قال الحافظ في الفتح: ويستفاد منه جواز هذه المحبة، خلافًا لمن كرهها. انتهى.
وقال الأشقر في مقاصد المكلفين: إن قصد هذه الحظوظ من الأعمال المتعبد بها مقصودة للشارع ومطلوبة من المكلف؛ لأنّها تناسب حاله، وعمله على هذا النحو يصلح أمره، ويحفظ عليه دنياه وأخراه. ويحسن أن نقرّر بوضوح أن التطلع إلى ثمرات الأعمال المتعبد بها -سواء أكانت عبادات أصلًا أم عاديات متعبد بها- لا يضاد الإِخلاص ولا يناقضه، ما دمنا نقصد مقاصد الشارع المترتبة على الأعمال. انتهى.
وقال الشيخ/ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في شرحه للأربعين النووية -عند شرحه لقوله صلى الله عليه وسلم: ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة-: وهذا من الثواب الذي جُعل في الدنيا والآخرة، فلا بأس من أن يقصده المسلم في أن ييسر على إخوانه رغبة فيما عند الله -جل وعلا-، ورغبة في أن ييسر عليه في الدنيا والآخرة؛ لأن هذا كما ذكرنا في شرح حديث: إنما الأعمال بالنيات. لا ينافي الإخلاص. فإن العمل إذا رتب عليه الثواب في الدنيا أو في الدنيا والآخرة وجاءت الشريعة بذلك فإن قصده مع ابتغاء وجه الله -جل وعلا- والإخلاص له لا حرج فيه. انتهى.
ولمزيد فائدة راجع الفتاوى التالية أرقامها: 55788، 129078، 168889.

والله أعلم.