عنوان الفتوى : "أحب أن أكون أعلم الناس.." لا أصل له
وصلني حديث طويل عن طريق البريد الإلكتروني وهو: عن خالد بن الوليد رضي الله عنه أنه قال: جاء أعرابي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله جئت أسألك عما يغنيني في الدنيا والآخرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سل ما بدا لك: قال: أريد أن أكون أعلم الناس فقال صلى الله عليه وسلم اتق الله تكن أعلم الناس .. الحديث طويل - أكثر من 25 سؤالاً وعنوانه (الحديث الذي جمع فأوعى) وأنه رواه الإمام أحمد بن حنبل
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحديث المشار إليه ليس في مسند الإمام أحمد، ولا يوجد في شيء من كتب السنة المعروفة، ولكن وجدناه في كتاب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال برقم 47/44 جـ16صـ53-54. ولكنه غير معزو إلى كتاب من كتب السنة وليس له إسناد؛ بل جاء بهذا اللفظ: قال الشيخ جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى: وجدت بخط الشيخ شمس الدين بن القماح في مجموع له عن أبي العباس المستغفري قال: قصدت مصر أريد طلب العلم من الإمام أبي حامد المصري والتمست منه حديث خالد بن الوليد فأمرني بصوم سنة، ثم عاودته في ذلك فأخبرني بإسناده عن مشايخه إلى خالد بن الوليد قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إني سائلك عما في الدنيا والآخرة، فقال: سل عما بدا لك، قال: يا نبي الله أحب أن أكون أعلم الناس، قال: اتق الله تكن أعلم الناس... وساق الحديث بطوله ولم يذكر من خرجه، ولا من حكم عليه من العلماء.
هذا.. وليس للحديث إسناد فيمكن الحكم عليه، ولم نجد من حكم عليه من العلماء، والذي يظهر أنه حديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم، ولو كان له أصل لورد في كتب السنة.
ولذا نحذر من اعتقاد أن هذا الحديث من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحذر من نشره بين الناس. والواجب على المسلم ألا ينشر حديثاً حتى يعلم من أهل الاختصاص أنه من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا شمله وعيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، على الكذب عليه حيث قال: إن كذباً عليّ ليس ككذب على أحد، ومن كذب عليّ متعمداً فليتبدأ مقعده من النار. متفق عليه. وفي المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حدث بحديث - وهو يرى أنه كذب - فهو أحد الكذابين".
والله أعلم.