عنوان الفتوى : حكم من تنازل عن حقه لغيره ثم بدا له أن يطالبه
بسم الله الرحمن الرحيمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أنا طالبة في الجامعه ولقد وردت إلى الجامعة منحة للطلبة الخريجين وأنا كنت من بينهم ولكن هذه المنحة عبارة عن أموال ولكني لن أحصل عليها لأني قد تخرجت من الجامعة وإنما يجب أن أتنازل لشخص ما ولقد تنازلت لابنة عمي ووقعت على ذلك واتفقت أنا وهي على إرجاع هذا المبلغ خلال فترات ومن ضمن الأوراق التي وقعت عليها تعهد بعدم مطالبة الشخص الذي تنازلت له عن المال وسؤالي: هل على إثم إذا طالبت بالمبلغ من هذا الشخص؟ مع العلم أنني أنا وهي متفقتان على استرداده خلال فترات معينه وإذا هي أرادت أن ترد جزءا من المال من دون مطالبة مني على سبيل رد المعروف بما أنني قد ساعدتها.وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأنبه السائلة الكريمة إلى أن صورة سؤالها غير واضحة، لأن هذه المنحة لو كانت للخريجين كما ذكرت في السؤال، فما الذي يمنعها من أخذها بعد تخرجها دون اللجوء لمثل هذه الحيلة.
والذي يظهر أن هذه المنحة إنما هي للطلبة الذي شارفوا على التخرج للاستعانة بها في شراء كتب أو نحو ذلك مما يحتاجه الطالب، وليست للطلبة الذين تخرجوا كما يفهم من السؤال.
فإذا كانت السائلة لم تأخذ هذه المنحة حتى تخرجت، ونظام الجامعة يمنع من الاستفادة من هذه المنحة بعد التخرج، ولا يجعل لها إلا أن تتنازل عنها لأحد الطلبة فلا يجوز لها حينئذ مطالبة ابنة عمها التي تنازلت لها، لأن نظام الجهة المانحة قد أسقطت حقها، وجعلته لمن تنازلت له، وإذا أرادت ابنة عمها أن ترد لها جزءاً من المبلغ على سبيل المكافأة على الإحسان، فلا بأس.
والله أعلم.