عنوان الفتوى :
هناك شخص أظنه سب الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو لم يحترمه -لا أدري بالضبط- وهو غاضب، وابنته أضحكتني، لا أدري هل ضحكت أم لا؟ ثم في الصلاة تذكرت ذلك، ثم بدأت أراجع وأتذكر، ثم خفت من الكفر فتبت. فهل أقتل حدا؟ ثم تخيلت ردة فعله لأنه كافر، فأظنني تخيلت ما قال بلسانه لو نصحته بعدم السب، وكيف سيخطئ في حق الرسول وذلك في نفسي، ثم بعد ذلك شككت أن أكون بذلك سببا بمجرد ذلك التخيل، مع العلم كنت أصلي، لكن بعد الصلاة خفت أن أكون سهوت وسببت، فما حكمي؟ حاولت التذكر فلم أتذكر أي شيء قلته، لكني شاكة وخائفة، فما حكمي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب أنك تعانين من الوسوسة، وأن من جملة هذه الوساوس سؤالك هذا، وقد وصلتنا منك أسئلة كثيرة حولها، فأنت في هذا السؤال لم توقني بما قال الشخص الذي تتهمينه، وتشكين فيما صدر منك، ثم تحاولين التذكر فلا تتذكرين شيئا، فعليك أن تعرضي عن تلك الوساوس، ولا تلتفتي إلى شيء منها، وثقي أن الخواطر النفسية لا يحصل بها الكفر، ولا سيما إن صدرت من الموسوس، بل إن كرهك لتلك الوساوس دليل على صدق إيمانك، فجاهدي تلك الوساوس، واسعي في التخلص منها بكل ممكن، واعلمي أنك على خير ما دمت تجاهدينها.
وموجبات الردة معروفة مبينة قد ذكرناها في الفتوى رقم: 146893، فانظريها.
ولو تصورنا -افتراضًا- صدق ظنك وأن الشخص المذكور حصل منه السب فعلًا: فلا يقع الكفر بمجرد سكوتك عن الإنكار عليه ما دمت غير مقرة ولا راضية بذلك.
والله أعلم.