عنوان الفتوى : خروج الروح عند النوم يختلف عن خروجها عند الموت
عند الموت، بخروج الروح من الجسد تنتهي كل مظاهر الحياة داخله، فلا نشعر، ولا نتحرك بعدها. فبهذا هل هناك تعارض مع خروج الروح من جسد الإنسان وهو نائم، ومع تنفسه أثناء ذلك، وتقلبه، وتحركه، وأحيانا تلفظه بكلام بدون أن يشعر عند مراودة الأحلام له، أهناك تعارض؟ فهي هكذا منطقيا -والله أعلم -ما زالت بالجسم، فخروجها يساوي سكونه التام، وعدم تواجد حياة فيه بالكلية، كما استنتجنا من حالة ما سيصبح الإنسان عليه بعد خروجها عند موته. هل تكلم أحد من الأطباء، أو علماء الدين عن ذلك لإيضاح إذا ما كانت هناك شبهة تعارض، أو يوجد ما أبان أن ماهية خروج النوم، تختلف عن خروج الموت، فهذا ما هو ظاهر بالنسبة لي -والله تعالى أعلم - أم هذا كله غيب، ولم يتم فهمه؟ ويدخل أيضا في المعرفة المحدودة، والقليلة كما قال الله في الآية: {يسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} وفرضياتي خاطئة، ولا توجد شبهة في الأمر؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن الثابت أن الروح تخرج من الجسد عند النوم، قال تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الزمر:42}، وقال عليه الصلاة والسلام: إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمهما، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين. متفق عليه.
لكن خروج الروح عند النوم يختلف عن خروجها عند الموت، فخروج الروح عند الموت خروج تام، وانفصال كامل، أما خروجها عند النوم فخروج جزئي ينشأ عنه فقد الإدراك، ويبقي لها - مع ذلك - ارتباط بالجسم، ونوع اتصال على كيفية لا يعلمها إلا الله سبحانه؛ ولذا يتحرك الإنسان، ويتنفس، ويتكلم أحيانا.
قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: تخرج الروح من الجسد عند النوم خروجا غير كامل، فيبقى لها ارتباط بالجسد، والخروج الكامل بالموت، أما خروج روح النائم فهو نوع من الخروج لكنه غير كامل. اهـ بتصرف يسير.
وراجع - للفائدة - الفتوى رقم: 69503، ورقم: 174517
والله أعلم.