عنوان الفتوى : معالجة السحر بالقرآن مع البخور إيهام للدجل
ما حكم من يعالجون السحر وغيره بالقرآن، ولكن قد يشعلون بعض البخور، وأيضا يقرأون قرآنا على الماء؟ ومن الغريب أنهم قد يخبرون الشخص بأشياء قد حدثت في الماضي وهي أشياء يصعب تخمينها أيضا، فما حكم هؤلاء؟ مع العلم أننا نظن أنهم يستخدمون القرين أو ما شابه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن علاج السحر بالقرآن جائز، وتجوز قراءة القرآن على الماء ليشربه المسحور، وأما عن استعمال البخور في المعالجة من السحر فقد ذكرنا في عدة فتاوى سابقة أن عادة الكهان أو كثير منهم جرت في استعمال أنواع من البخور عند تحضير الجن تأسياً بالنصارى والصابئين من قبلهم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ: فإن رقى البخور واتخاذه قرباناً هو دين النصارى والصابئين، وإنما البخور طيب يتطيب بدخانه كما يتطيب بسائر الطيب. انتهى
وسئل الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ عن حكم استعمال البخور لطرد الشياطين فقال: لا أعلم لهذا العمل أصلاً شرعياً، والواجب تركه، لكونه من الخرافات التي لا أصل لها، وإنما تطرد الشياطين بالإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن والتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق... إلخ كلامه. مجموع فتاوى الشيخ ابن باز.
وأما عن الإخبار ببعض الأمور واتهامكم لهذا الشخص بالتعامل مع القرين فإنه لا يستبعد، فقد يستطيع المشعوذ معرفة بعض الأمور التي حدثت عن طريق تسخير الجن وسؤاله قرينه، وللمزيد راجع الفتوى رقم: 34858.
وما ذكرته من حال هذا من قراءة القرآن لا يدل على صواب فيما يفعله، ولا على صدقه فيما يقوله، ولا على مشروعية التعامل معه، فإن كثيرا ممن يمتهن مثل هذه الأمور من السحرة والكهنة والمنجمين والعرافين يقرؤون القرآن لكي يوهموا الناس أنهم على صلاح وهدى، فيمررون دجلهم وادعاءهم علم الغيب، قال الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ في فتاويه: إن الشياطين وهكذا نوابهم وأولياؤهم من الكهنة والمنجمين والرَّمالين والعرَّافين قد يقرءون القرآن كثيرًا عند العامة، وعند الناس حتى يوهموا أنهم ليسوا أهل شر. انتهى.
والله أعلم.