عنوان الفتوى : حكم سب الدين وشروط التوبة المقبولة منه
أنا ندمان ندما شديدا على هذا الفعل، وأشعر أن الله لن يقبل توبتي، وأني في النار. أثناء جلوسي مع ابن خالي كنا نلعب لعبة كرة القدم علي جهاز الكمبيوتر، وأثناء ذلك قام بهزيمتي في المباراة فقمت وتجرأت ـ ولا أشعر كيف فعلت ذلك؟ ـ بسب الدين، ولكن لنشاط طلابي أنا عضو فيه باعتباره شؤما علي في هذه اللعبة من أول ما أصبحت عضوا فيه، ولكن بقصد الهزل، والله أعلم بالنية، وكنت أجهل حكم سب الدين في الاسلام. فما حكم ذلك؟ وهل تجوز التوبة؟ أرجو من فضيلتكم الرد.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا حكم السب ووجوب التوبة منه بالفتوى رقم: 167421.
وأما قولك: أشعر أن الله لن يقبل توبتي وأني في النار، فهو غلط بين؛ فإن الله تعالى عفو غفور لمن تاب صادقا مخلصا مهما عظمت ذنوبه، كما قال سبحانه وتعالى ـ وهو أصدق القائلين ـ: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}، وقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.
فالتوبة مقبولة من جميع الذنوب إذا توفرت شروطها ما لم يغرغر صاحبها (تظهر عليه علامات الموت) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. رواه أحمد وغيره.
وشروط التوبة هي الإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، وعقد العزم الجازم على ألا يعود إليه فيما بقي من عمره.
فقد قال ابن عطية ـ رحمه الله ـ: إذا فرضنا أن رجلاً تاب إلى الله توبة نصوحاً تامة الشروط يقطع على الله بقبول توبته كما أخبر عن نفسه جل وعز. انتهى.
والله أعلم.