عنوان الفتوى : أحاديث القلب لا يعول عليها
هل تعلق فتاة برجل حرام وإن كانت تغض بصرها وتدعو الله أن يرزقها إياه، نظرا لأنه من الصعب في مجتمعنا أن تخبره بشيء، فتكتفي بذلك فقط، لأنها تحس أنه يحبها كذلك، لأنه جارها، ولكن ظروفه الآن غير مواتية، كما علمت من بعيد، وهي تغلق الباب ومعروف عنها أنها لا تكلم أحدا إلا في الحدود الشرعية؟ وهل إذا حدث مرة وفكرت أنها تضيع تفكيرها في الوهم وقدرا في نفس الوقت جاء على سمعها كلام مشابه لذلك يكون ذلك تحذيرا من الله وعليها أن توقف الدعاء، وأنه لا يحبها؟ أم أنها مجرد مصادفة، لأن هذا الكلام أدخل اليأس إلى قلبها؟ وهل هذا يسمى تحذيرا من الله أم من باب الطيرة ولا عبرة له؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في الفتوى رقم: 131173، حكم حب الرجل للمرأة، والعكس، وحالات ذلك.
وذكرنا دواء ذلك في الفتوى رقم: 197873.
وقد أحسنت حين عممت الدعاء، وفوضت إلى الله، وسألته الخير عموماً، وانظري الفتوى رقم: 58300.
وأما ما طرأ على سمعها، حين فكرت أنها تعيش الوهم، فلا يترتب عليه حكم، فإن ما سمعته، قد يكون من الله، وقد يكون من الشيطان، وقد يكون مما يُحدِّث المرء به نفسه، وحيث لا يوجد دليل صحيح، فلا تعويل عليه، قال ابن القيم في مدارج السالكين: وأما ما يقوله كثير من أصحاب الخيالات والجهالات: حدثني قلبي عن ربي، فصحيح أن قلبه حدثه، ولكن عمن؟ عن شيطانه، أو عن ربه؟ فإذا قال: حدثني قلبي عن ربي، كان مسندا الحديث إلى من لم يعلم أنه حدثه به وذلك كذب.
وراجعي للأهمية كلامه في مدارج السالكين، فإن الفتوى لا تتسع لإيراده، وعلى الأخت الكريمة أن تدعو الله أن يقدر لها الخير، فما أحسن التفويض لله الكريم العليم القدير.
والله أعلم.