عنوان الفتوى : حصل على شهادة في الطب بالرشوة فهل يشرع له نيل وظيفة بها
درست الطب في إحدى دول الاتحاد السوفيتي، وكنت أستخدم الرشوة -كسلا لا مضطرا-لاجتياز الامتحانات، في كثير من الأحيان، أنا الآن نادم أشد الندم، ولكني قد تخرجت. فهل يجوز لي العمل بشهادتي، علما أن هنالك اختبارا تقييميا في بلادنا قبل السماح بممارسة المهنة. فهل اجتيازي لهذا الاختبار يحلل لي العمل؟ توضيح: الأمر كالتالي: حصلت على شهادة، أصبحت مؤهلا لتقديم الامتحان التقييمي. بعد اجتيازه أحصل على شهادة مزاولة المهنة. ملاحظة: الشهادة قانونية، وليست مزورة.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن المعلوم أن الرشوة حرام، ولا يجوز بذلها إلا للحصول على حق لم يُستطع التوصل إليه إلا بها، أو دفع ضر لم يتمكن من دفعه إلا بها، وفي هاتين الحالتين تكون حلالا في حق الباذل، حراما في حق الآخذ، كما بينا في فتاوى عديدة، منها الفتوى رقم: 1713، أما فيما عدا ذلك، فلا تجوز.
وبناء عليه، فتجب عليك التوبة إلى الله تعالى مما كان منك من دفع الرشوة، للحصول على شهادة لم تبذل من الجهد، والدراسة، ما تستحق به الحصول عليها.
أما بالنسبة لحكم نيل وظيفة بتلك الشهادة، فإنه يتوقف على مدى معرفتك بالمجال الذي تتقدم للتوظيف فيه، وقدرتك على أداء العمل فيه، فإن كنت تعرف المجال المعني جيدا، وتستطيع أداء العمل فيه على أكمل وجه، فلا بأس بالتقدم للتوظيف فيه من خلال تلك الشهادة، كما بينا في الفتوى رقم: 186535 وإن لم يكن الأمر كذلك، فلا يجوز لك الحصول بتلك الشهادة على ما لست أهلا له.
ثم لتنتبه إلى أن مجال الطب مجال خطير، وحساس، ولا بد فيه من درجة كبيرة من الخبرة؛ لأنه يتعلق بحياة الآدميين، ومن ليس لديه الخبرة الكافية فيه، فقد يتسبب في زيادة علة المريض، أو حتى في وفاته إذا ما أعطاه جرعة لا تناسب حالته.
والله أعلم.