عنوان الفتوى : أماني أهل الجنة تختلف عن أماني أهل الدنيا

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

‏ عندي سؤال مهم، وأتمنى من ‏فضيلتكم أن تجيبوني بأسرع وقت إن ‏شاء الله.‏ ‏ قصتي هي أني تربيت في حي ‏شعبي، عندي رفقاء منذ سنين، ولم ‏أرهم، حيث إني تعرفت عليهم في ‏مرحلة المدرسة، غادرت الحي وأنا ‏صغير إلى القرية، كنت دائم البكاء ‏بسبب هجرة الحي الذي تربيت فيه، ‏وظلت الذكريات في قلبي إلى الآن، ‏ذكريات المكان الذي تربيت فيه، ‏ورفقاء عمري، مرت أيام صعبة جدا، ‏بكاء دائم لا يغادر عيوني، خصوصا ‏عندما أنام، كنت أتمنى الرجوع، ‏وعزمت، وانتظرت الفرصة التي ‏أعيش فيها حياتي من جديد، صبرت ‏خمس سنوات، كنت أنتظر وظيفة ‏لكي أعيش حياتي، وألتقي مع أحبابي، ‏وأعيش حياتي يعني معاصي، شرب ‏خمر، وزنا وهكذا مرت خمس ‏سنوات، جاء وقت الوظيفة وهي أن ‏تبيع دينك من أجل الدنيا، فوفقني الله ‏للهداية، ولم أرض أن أخرج من ديني، ‏وأخلد في نار جهنم- والعياذ بالله- من ‏أجل الدنيا، والنساء، والرفقاء.‏ ‏ تنبيه مهم: وما زالت بنت من ‏زملائي، وأنا صغير في المدرسة، إلى ‏الآن تتمنى أن تراني، وما بعد ‏الاشتياق الزنا، والله أعلم.‏ ‏

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد أخبرنا الله تعالى عن الجنة فقال: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ. {الزخرف:71}. وقال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. متفق عليه.
فمن دخل الجنة نال ما تمنى، ووجد ما يشتهي، فلن يشاء فيها شيئاً إلا أعطيه، كما قال تعالى: جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ. {النحل:31}.
وسمع سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه- ابنا له يدعو يقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها، وبهجتها وكذا، وكذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها، وأغلالها وكذا وكذا. فقال: يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيكون قوم يعتدون في الدعاء. فإياك أن تكون منهم، إنك إن أعطيت الجنة، أعطيتها وما فيها من الخير، وإن أعذت من النار، أعذت منها وما فيها من الشر. رواه أبو داود وأحمد وصححه الألباني.
فما ذكرته -أيها السائل- من أمنيات في الجنة، يجوز لك تمنيها، وجائز تحققها في الجنة.
وفي صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَوْمًا يُحَدِّثُ، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ فِي الزَّرْعِ، فَقَالَ لَهُ: أَوَ لَسْتَ فِيمَا شِئْتَ، قَالَ: بَلَى، وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ، فَأَسْرَعَ وَبَذَرَ، فَتَبَادَرَ الطَّرْفَ نَبَاتُهُ، وَاسْتِوَاؤُهُ، وَاسْتِحْصَادُهُ، وَتَكْوِيرُهُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: دُونَكَ يَا ابْنَ آدَمَ؛ فَإِنَّهُ لَا يُشْبِعُكَ شَيْءٌ.

 قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: وفي هذا الحديث من الفوائد أن كل ما اشتهي في الجنة من أمور الدنيا، ممكن فيها. قاله المهلب. انتهى.
ومع هذا، فينبغي التنبه إلى أن أماني أهل الجنة، ورغباتهم بعد دخولها تختلف اختلافا كبيرا عن أماني أهل الدنيا، ورغباتهم، فإنهم لا يدخلونها إلا بعد أن ينقوا، ويهذبوا، ويصيروا طيبين في طباعهم، وأخلاقهم، وفي كل شيء، فهم منزهون عما تأباه الفطر السوية مما يقبح ويفحش، ومن ذلك الزواج بامرأة ماتت عن زوج قد دخل معها الجنة.
وأما قولك: (كلما رأيت نساء أقول سأنكحهن في الجنة) فغير صحيح، ولا يجوز اعتقاده، فإن منهن المتزوجات، فضلا عن أن ذلك من ادعاء الغيب.
وحسب المؤمن أن يكون همه دخول الجنة، فإذا دخلها وجد من النعيم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتوى: 125317.
 

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
الجنة ليست مقببة
تفضيل الرجال على النساء في الجنة... نظرة واقعية
لا حرج بالتفكير في شأن الحور العين
الجنة وخزنتها والنار وخزنتها، وملائكة الرحمة وملائكة العذاب
دعاء المرأة أن تكون رجلًا في الجنة لاعتقادها أن تنعّم الرجال في الجنة أكثر من النساء
الجنة منزهة عن كل خبيث كان في الدنيا
أحبت شخصا ومات قبل أن تتزوجه، فهل يكون زوجها في الجنة؟
الجنة ليست مقببة
تفضيل الرجال على النساء في الجنة... نظرة واقعية
لا حرج بالتفكير في شأن الحور العين
الجنة وخزنتها والنار وخزنتها، وملائكة الرحمة وملائكة العذاب
دعاء المرأة أن تكون رجلًا في الجنة لاعتقادها أن تنعّم الرجال في الجنة أكثر من النساء
الجنة منزهة عن كل خبيث كان في الدنيا
أحبت شخصا ومات قبل أن تتزوجه، فهل يكون زوجها في الجنة؟