عنوان الفتوى : الموازنة بين إثم السحر والزنا

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أيهما أعظم إثما: السحر، أم الزنا؟ وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالسحر، والزنا كلاهما من كبائر الذنوب؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا السبع الموبقات" قالوا: يا رسول الله ، وما هن؟ قال: "الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات"
وفي الصحيحين وغيرهما من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك، قال: قلت له: إن ذلك لعظيم، قال: قلت: ثم أي؟ قال: ثم أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك، قال: قلت: ثم أي؟ قال: ثم أن تزاني حليلة جارك"

 والسحر يتفاوت إثمه، فمنه ما هو كفر مخرج من الملة، ومنه ما هو دون ذلك، كما يتفاوت بحسب ما يفضي إليه من مفاسد، فمنه ما يتسبب في الزنا، أو ما هو أشد منه، ومنه ما يتسبب فيما هو أهون من ذلك، ومن ثم فنستطيع القول بأن السحر منه ما هو أشد إثما من الزنا، ومنه ما هو دونه.
قال النووي: قال أصحابنا: أكبر الكبائر بعد الشرك القتل، وكذا نص عليه الشافعي رضي الله عنه في كتاب الشهادات من مختصر المزني.

 وأما ما سواهما من الزنا، واللواط، وعقوق الوالدين، والسحر، وقذف المحصنات، والفرار يوم الزحف، وأكل الربا، وغير ذلك من الكبائر فلها تفاصيل وأحكام تعرف بها مراتبها، ويختلف أمرها باختلاف الأحوال، والمفاسد المرتبة عليها. اهـ. 

والله أعلم.