عنوان الفتوى : التحذير من الاتهام بالسحر

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

بعد الحمد والشكر لله في السراء والضراء. لقد أعلمني الحق -سبحانه وتعالى- أكثر من مرة في المنام أن هناك سحرا أسود معمولا لي ولأسرتي بالأذى من أقرب الناس لي منذ أكثر من خمس سنوات. وهناك قضايا بيني وبينه على ميراث يدعي أنه لم يأخذه. وإني صامد أمام هذا السحر القوي رغم الأذى والمرض، وصراخ الولد كل يوم في الليل بشدة، والخلافات الزوجية على أتفه الأسباب برحمة الله فقط . بل وصل الأمر أنه قد جاءني الساحر نفسه في المنام من فترة قريبة ليقول لي: أنت الذي مفروض أن نؤذيه أكثر، فقلت له: دفعت فلوسا كثيرا لذلك، فقال لي: دفعت كثيرا جدا، وستدفع أكثر، واختفى فجأة. سؤالي هو: أأخبر هذا الشخص عن طريق مرسال أن ما يدفعه من أموال للساحر لعمل السحر الأسود لي ولزوجتي ولابني الذي لم يكمل السنتين لأذيتنا قد نجح فيه بإذن الله، ولكنه -إن شاء الله- ليس له في الآخرة من خلاق، ولبئس ما شرى به نفسه. فليتق الله، وليتب إلى الله، ويكف عما هو مستمر فيه؟ أم أتركه لما هو فيه؟ فقد طلب الضلال، وأمد الله له فيه، ولم يعد يجدي معه نصح.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: 

 فههنا أمر مهم جدا، وهو أن اتهام الناس بعمل السحر لا يجوز، ولا يجوز أن تلصق بأحد تلك التهمة الشنيعة جازما بها إلا إذا أقر هو بذلك، أو شهد عليه به الشهود العدول، وأما مجرد الرؤى والمنامات والظنون والتخمينات فليست مسوغا لرمي بريء بهذا الجرم الشنيع. قال تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا {الأحزاب:58}.

فحذار من أن تقع في الظلم من حيث تظن أو تتوهم أنك مظلوم، وإن كنت متيقنا أن ما بك من السحر فاستعن بالله عليه، واجتهد في رقية نفسك حتى يشفيك الله تعالى، وإن تيقنت يقينا جازما أن فلانا هو الذي قد سحرك، وذلك بأن يقر بهذا أو يشهد عليه العدول بأنهم رأوه وهو يعمله، فحينئذ ناصحه وتكلم معه، وأرسل إليه من يحذره سوء مغبة فعله، لعله يتوب ويرتدع.

والله أعلم.