عنوان الفتوى : ليس منَّا من خبب امرأة على زوجها
السلام عليكم والصلاة والسلام على رسول الله...رأيت فتاة صدفة فأعجبتني لكن بقيت فترة لم أتكلم معها بسبب مراقبتي لها في طاعة الله وتصرفاتها ولكن في هذه الفترة أحببنا بعضنا على الرغم بأننا لم نتكلم مع بعض وفي هذه الفترة أيضاً تقدم لها عدة شباب ولم تقبل وأخيراً جاء شاب فقبلت به بعد إلحاح وضغط من أهلها وعلى الرغم من ذلك بقينا نحب بعضنا دون أن نتكلم مع بعض وكان خطيبها يعرف ذلك فلذلك قد أسرع على كتب الكتاب ولكن لم يمسسها. وبعد شهرين من كتب الكتاب تمكنا من التكلم مع بعض بوقت قصير واعترفنا أننا نحب بعضنا وتفاهمنا على ذلك وأيضاً اعترفت بأنها لا تحب خطيبها ويوجد بينها وبينه مشاكل عدة لذلك هل يجوز إذا سمحت الفرصة لها أن تترك خطيبها وهل هذا يجوز في سنة الله ورسوله( ملاحظة كما قلت لم يممسسها بأي شيء ) الرجاء أريد الجواب بأسرع وقت ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلقاؤك مع هذه الفتاة على الوجه المذكور في السؤال أمر محرم - ولو لم يكن لها زوج - فكيف وهي متزوجة قد عقد عليها زوجها؟! ولو مات ورثته واعتدت منه عدة، ولو ماتت ورثها، فهذا الذي قمت به تدخل بسببه في الوعيد المراد من قول النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منَّا من خبب امرأة على زوجها أو عبدًا على سيده. رواه أبو داود وغيره
ومعنى خبب: أي أفسد. ومن لم يكن من النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه فممن يكون ؟؟
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى أن يخطب الرجل على خطبة أخيه، فكيف بمن يريد تطليق امرأة من زوجها ليتزوجها؟! فلا شك أن هذا الفعل من أعظم المحرمات، بل ومن أعظم أفعال الشياطين، كما في صحيح مسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئًا، ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرَّقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت، فيلتزمه.
فعليك أن تقطع صلتك نهائيًّا بهذه الفتاة فهي امرأة غيرك، وأن تتوب إلى الله، وثق أن الله سيعوضك خيرًا منها، كما قال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً [الطلاق:2].
وإذا كان بينها وبين زوجها مشاكل ثم طلقت منه بسبب المشاكل لا بسببك أنت، ورغبت في التقدم لها فعليك أن تتقدم لوليها وتطلب منه أن يزوجك منها، لا أن تأتي البيوت من ظهورها.
والله أعلم.