عنوان الفتوى : الوسائل الناجعة للنهي عن مشاهدة القنوات الإباحية
أغار على زوجي كثيرا وأعارض حضوره الأفلام الإباحية، ومن جديد نزلت قناة الأفلام الهندية أم بي سي وأنا أعارض هذه القناة لأن فيها بنات شبه عاريات وحركات جنسية ورقص، وقد أتى عندنا ضيوف وشاهدوا هذه القناة فغضبت من الموقف لأن الكل يعلم أنني أغار على زوجي وأمنعها في بيتي، مع ذلك أصروا عليها وعندما غضبت غادروا المنزل وقالوا نحن نعرف الدين أكثر منك ولسنا من أهل الدياثة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأفلام الإباحية شر وبلاء، ومشاهدتها منكر من المنكرات العظيمة التي قد تؤدي إلى كثير من الفساد والشرور، ومشاهدة مثل هذه الصور توقع في بعض أنواع الزنا، وقد تقود إلى الزنا الحقيقي، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنى، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه. متفق عليه، واللفظ لمسلم.
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: فكل هذه أنواع من الزنى المجازي، والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه، معناه أنه قد يحقق الزنى بالفرج وقد لا يحققه بأن لا يولج الفرج في الفرج وإن قارب ذلك. اهـ.
ويزداد قبح هذا الفعل من زوج أكرمه الله بزوجة يعف بها نفسه عن الفواحش وحبها، ومطلوب منه أن يسعى في أن تكون أسرته صالحة، وأن يكون قدوة في الخير، قال تعالى: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا {الفرقان:74}.
وحسن أن تَغار المرأة على زوجها بسبب هذا، ولكن الأولى من ذلك أن تكون غيرة على محارم الله تعالى وعلى هذه المنكرات التي يفعلها الزوج، قال المناوي في فيض القدير: إن الله تعالى يغار على عبده المؤمن وإن المؤمن يغار، وغيرة الله هي أن يأتي المؤمن أي يفعل ما حرم الله عليه، ولذلك حرم الفواحش وشرع عليها أعظم العقوبات... اهـ.
وليس من حق هؤلاء الضيوف أن يصروا على مشاهدة القناة المذكورة، خاصة وأنهم ضيوف ويعلمون كره صاحبة البيت لهذا، فأنت على صواب حين غضبت لأجل هذا، ولا تجوز المجاملة في الحق، ومهما أمكن تحقيق الغرض من غير إغضاب الضيوف كان أفضل، وفي الختام نوصيك بالصبر والدعاء لزوجك أن يهديه ربه صراطه المستقيم ويقذف في قلبه الهدى والتقى والعفاف والغنى.
والله أعلم.