أرشيف المقالات

[41] سورة المائدة (6) - تدبر - محمد علي يوسف

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
ومعيار النِّعمة عند الناس يقصرُ كثيرًا عن معيار النِّعمة في القرآن حيث لا يرى كثير منهم إلا النَّعيم المادي - الذي تلمسه أيديهم وتُحِسّه جوارحهم..
بينما يُوجِّه القرآن قلوب الناس إلى آفاقٍ أوسع وأرحب لنِّعمٍ ذات طبيعة معنوية مختلفة..
كنِعمة الألفة والأخوة في قوله: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران من الآية:103]..
ونِعمة العلم التي ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو بزيادة إلا منها {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه من الآية:114]..
وغيرها من النِّعم التي أعظمها على الإطلاق نِعمة الدين وهي التي نزلت بها الآية الخاتمة المُتمِّمة له يوم عرفة من حجة الوداع..
وفيها بيَّن الله أن هذه هي النِّعمة وأنها قد تمَّت باكتمال الوحي، فقال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} [المائدة من الآية:3]..
فالحمد لله على نِعمه كلها حمدًا كثيرًا طيبًا كما يحب ويرضى.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١