عنوان الفتوى : فعل ما يشك أنه كفر مع خوفه من الوقوع في الكفر
أنا صاحب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يعافيك ويصرف عنك السوء ويهديك لأرشد أمرك، فقد بلغ منك الوسواس مبلغا عظيما وأضر بك ضررا بالغا وسبب ذلك هو استرسالك مع الوساوس واستسلامك لها وعدم مجاهدتك نفسك في تركها والإعراض عنها، وقد بينا مرارا وتكرارا أن أفضل علاج للوساوس بعد الاستعانة بالله هو الإعراض عنها وعدم الاكتراث بها ولا الالتفات إلى شيء منها، وانظر الفتوى رقم: 51601 .
وسؤالك السابق الذي أجبنا عنه في الفتوى رقم: 248032، كان واضحا بصورة جيدة، وواضحا أنك تعاني من الوسوسة ولو لم تصرح بذلك.
وقد ذكرنا لك ما ذكره شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ من أن من دخل في الإسلام بيقين، لا يخرج منه إلا بيقين، حيث قال: ليس لأحد أن يكفر أحداً من المسلمين وإن أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة، ومن يثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك، بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة. انتهى.
وقال أيضا في مجموع الفتاوى: وكثير من الناس قد ينشأ في الأمكنة والأزمنة الذي يندرس فيها كثير من علوم النبوات حتى لا يبقى من يبلغ ما بعث الله به رسوله من الكتاب والحكمة، فلا يعلم كثيرا مما يبعث الله به رسوله ولا يكون هناك من يبلغه ذلك، ومثل هذا لا يكفر، ولهذا اتفق الأئمة على أن من نشأ ببادية بعيدة عن أهل العلم والإيمان وكان حديث العهد بالإسلام فأنكر شيئا من هذه الأحكام الظاهرة المتواترة، فإنه لا يحكم بكفره حتى يعرف ما جاء به الرسول. انتهى.
فما ذكرته من أنك كنت شاكا في أمر ما، مع خوفك من الوقوع في الكفر يفيد أنك لم تكفر، ولم ترض بالكفر، وإنما هي وساوس الشيطان.
والله أعلم.