عنوان الفتوى : الشك في حصول الكفر هل يعتبر ردة عن الإسلام
بدأت أعاني في الآونة الأخيرة من أشد أنواع الوسوسة. فأرجو أن تقرأ القصة: ذات يوم وأنا أركب الباص، كانت السماعات تبث أغاني فاحشة، وسمعت فيها حلفا بغير الله، ولكن ما سمعته لم يكن واضحا لي، فشككت حينها هل هذا حلف بغير الله أم لا؟ ولكني كنت أعتقد حينها أن الجلوس مع من يحلفون بغير الله يكفر السامع. بناء على هذا بدأت أشك هل جلوسي هذا يكفرني أم لا. فبدأت أشعر بالقلق، فبدأت أقول في نفسي: (هل أكفر بهذا أم لا أكفر؟) بدأت أتساءل وأشك. وترجح عندي أنه ليس كفرا. وفي النهاية قلت لنفسي:(حتى وإن كان كفرا، فسوف أغتسل، وأصلي). وعندما وصلت إلى البيت اغتسلت، وصليت. ثم بدأت أشك هل رضيت بالكفر أم لي حكم من فعل ما يشك أنه كفر؟ وهل توبتي صحيحة أم ماذا يلزمني؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمجرد شكك في وقوعك في الكفر، أو رضاك به، لا يلزم منه ارتدادك؛ لأن من دخل في الإسلام بيقين، لا يخرج منه إلا بيقين، كما قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى.
وقد ذكر أهل العلم أن الأصل بقاء ما كان على ما كان.
وقال الملا علي قاري في شرح الشفا: قال علماؤنا: إذا وجد تسعة وتسعون وجها تشير إلى تكفير مسلم، ووجه واحد على إبقائه على إسلامه، فينبغي للمفتي والقاضي أن يعملا بذلك الوجه، وهو مستفاد من قوله عليه السلام: ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم. انتهى.
وعليك بالإعراض الكلي عن الاسترسال مع الشيطان في هذه الوساوس، والتعوذ بالله، والاشتغال بالذكر كلما وسوس لك الشيطان. وراجع الفتويين التاليتين: 3086، 51601.
والله أعلم.