عنوان الفتوى : عدم القناعة ببدعية الذكر الجماعي هل يدخل في باب تكذيب الرسول
سؤالي هو أني بعيدة عن البدع، لكني سمعت أن الذكر الجماعي، والصيام الجماعي، وبعض أمور البدع التي قلتم إنها بدع، وأنا لا أفعل شيئا منها، ولن أفعل. لكني في قلبي أجد مثلا أن الذكر الجماعي ليس بدعة، أجد أنه ليست فيه حرمة. هل أكون كافرة في هذه الحال؟ أقول لنفسي إن علي السمع والطاعة، وأنا قد سمعت أن هذه الأفعال بدع، لكن قلبي لم يقتنع أنها بدع، مع أني أقول لنفسي إنها من محدثات الأمور؛ لأنها لم تكن في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام. وفي نفس الوقت أجد في نفسي أنها ليست بدعة. هل أكون مكذبة للرسول صلى الله عليه وسلم؟ والله إني لا أقصد تكذيبه، لكن حاولت إقناع نفسي أن هذه الأمور بدع، فلم أستطع، في الوقت الذي أشعر فيه أنها من محدثات الأمور. أفتوني جزاكم الله خيراً.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فواضح أنك تعانين من الوساوس، وقد ذكرت في سؤال لك أن عندك وساوس كثيرة تتعلق بالكفر، وهذا السؤال منها، فإن الذكر الجماعي بصوت واحد وإن كان بدعة؛ لأنه لم يكن عليه عمل النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أصحابه، لكن لا يقال لمن لم يقتنع بكونه بدعة أنه مكذب للرسول صلى الله عليه وسلم، أو أنه كافر.
وننصح السائلة بالإعراض عن هذه الوساوس، وأن ترفق بنفسها، ولا تحملها فوق طاقتها، ولا تجعل للشيطان عليها سبيلا؛ فإن الوسوسة مرض شديد وداء عضال، والاسترسال معها يوقعها في الحيرة، والشك، والضيق.
واعلمي أن خير علاج لهذه الوساوس بعد عون الله تعالى هو الإعراض عنها بالكلية؛ وراجعي هاتين الفتويين: 70476، 58741.
وراجعي في الكلام على الذكر الجماعي الفتاوى التالية أرقامها: 8381، 72887، 140737. وانظري في الصيام الجماعي الفتوى رقم: 133288.
والله أعلم.