عنوان الفتوى : الأصل طهارة الماء الخارج من الغسالة، حتى تتيقن نجاسته
أنا لدي مشكلة، وتتمثل في أن أهلي لا يعرفون شيئًا اسمه نجاسة، حاولت أن أقول لهم وأقنعهم، لكنهم لم يقتنعوا خاصة أمي، وهنا تأتي: هي صاحبة الفكر القديم، وهذا يتمثل في أنها عندما يأتيها الحيض تقوم بغلي ملابسها الداخلية في قدر، ثم تغسلها بيديها، والماء الذي تغسل يديها فيه يكون متغير اللون بسبب النجاسة، بالإضافة إلى أنه أثناء غسلها يقطر بعض من هذا الماء على الأرض، وبعضه يصيب الجزء الأسفل من حذاء الحمام، وبعد انتهائها تقوم برمي الماء في المرحاض، وإلى الآن لا مشكلة، لكنها تبدأ عندما تمسك المساحة، وتمسح أرضية الحمام من الماء، وهذا يؤدي لانتشار النجاسة، بالإضافة إلى أن يديها تكون مبللة، وتلمس مقبض الحمام بيديها، لكنها نادرًا ما تلمس شيئًا آخر عندما تكون يديها مبللة، بالإضافة إلى أنها تترك حذاء الحمام أمامه، والسجادة التي أمامه في أغلب الأحيان، بل في كل الأحيان تكون مبللة؛ وبهذا تنتقل النجاسة للسجادة التي تحتها، التي هي بدورها مبللة، فتنتقل للأرضية التي تكون أمام الحمام، وأنا رأيت هذا بأم عيني حتى أتأكد أنه ليس وسواسًا. والمشكلة تكمن في أني أكون خجلًا من صب الماء على أرضية الحمام، والأرضية التي أمامه؛ لأن أمي ستقول لي: ما الذي تفعله؟ وتحزن، فجربت في يوم أن أطهر أرضية الحمام والأرضية التي أمامه، فحصل أن السجادة التي أمام الحمام استمرت مبللة فترة طويلة، وبدأ الأمر يشق عليّ، فبدأت أنتظر أن ينشرها أحد بشكل كبير حتى لا أضطر لتطهيرها؛ خاصة أنه بهذا الفعل ستتلف أيضًا السجادة من كثرة الماء الذي سيصب عليها؛ لأنه يحدث ما يقارب مرتين أو ثلاثة في الأسبوع، فجربت أن آخذ برأي أن الأرض تطهر بمجرد جفافها، وكان عذابًا؛ لأنها استمرت يومًا ولم تجف أرضية الحمام، أو التي أمامها نهائيًا، بالإضافة إلى أن أخواتي كن يمشين بحذاء الحمام وهو مبلل في أرجاء البيت، فكنت أعيش في عذاب كلما أمشي في البيت، وما أقصده الآن هو أن أختاي، وأمي يفعلن هذا لملابسهن الداخلية أيضًا، فبمعدل 2 أو 3 مرات يحدث هذا في كل أسبوع منذ يأتي لإحداهن الحيض. وعندما أرجع من المدرسة، وقد غسلتها أمي أذهب للحمام، ويصيب كثيرًا من ثوبي بلل من أرضية الحمام، ثم أكتشف أن أمي قد غسلت الملابس، وكما قلت فهذا البلل يكون نجسًا، فأضطر لتبديل الثوب، أو انتظار أن ينشره أحد، وهذا الأمر يؤثر على مذاكرتي لأني أضيع وقتي في انتظار أن ينشرها أحد، فهل يوجد رأي ييسر لي حالتي؟ وهل فعلًا حالتي تستحق هذا التيسير إن وجد؟ أم أني أعيش في عذاب بسبب خجلي من كلام أمي، ونظرتها لو طهرت النجاسة، وأقصد هل أستحق التيسير لأني أخاف أن أتبع هواي، وتصبح صلاتي باطلة؟ أرجو فعلًا ردًّا، لا نقلًا لفتوى أخرى، وشكرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فغسالة النجاسة إذا انفصلت غير متغيرة فهي طاهرة، كما بينا بالفتوى رقم: 108115، وتوابعها.
ثم إن القاعدة الشرعية أن اليقين لا يزول بالشك؛ فمن شك في نجاسة ماء بنى على اليقين عملًا بالأصل.
وعليه، فالأصل طهارة الماء الخارج من الغسالة، حتى تتيقن نجاسته؛ إذ القاعدة أنه لا ينجس شيء بالشك.
وغسل الشيء النجس بالماء لا يوجب نجاسة ما وصل إليه الماء، كما في الفتوى رقم: 71255.
فإن تيقنت النجاسة برؤيتك تغير لون الماء بالنجاسة؛ فعليك غسل ما أصابه هذا الماء المتنجس، من الأرضية، ونحوها، وإلا فلا تلتفت، وانظر الفتوى رقم: 242557.
وإذا كنت تعاني من الوسوسة في هذا الباب فنوصيك بمراجعة الفتويين التاليتين : 3086، 51601.
والله أعلم.