عنوان الفتوى : ما صحة قول جعفر الصادق: "برئت مني ذمة جدي رسول الله إن كنت أبرأ من أبي بكر وعمر"
لقد قرأت في أحد المواقع، أن بعض شيعة الإمام جعفر الصادق - رحمه الله - ذهبوا إليه وهو على فراش الموت، وقالوا له: ماذا تقول لربك في أبي بكر وعمر؟ فقال سيدنا جعفر الصادق- رحمه الله -: إني الآن على فراش الموت، ولا أخشي أحدًا، وإني أقول: برئت مني ذمة جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت أبرأ من أبي بكر وعمر، فما صحة هذه الرواية؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فشهادة جعفر الصادق على الشيخين الخليفتين الراشدين، وثناؤه عليهما، وتوليهما، والتبرؤ ممن يبغضهما ـ مشهور، وقد سبق أن ذكرنا شيئًا من ذلك في الفتوى رقم: 112346، وراجع كذلك الفتوى رقم: 79618.
ولكن الرواية التي ذكرها السائل لم نجدها بلفظها، ولكن معناها ثابت، كما سبقت الإشارة إليه.
وقال ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة: أخرج الدارقطني عن سالم بن أبي حفصة ـ وهو شيعي لكنه ثقة ـ قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي، وجعفر بن محمد عن الشيخين فقالا: يا سالم تولهما، وابرأ من عدوهما فإنهما كانا إمامي هدي.
وأخرج عنه أيضًا قال: دخلت على أبي جعفر ـ وفي رواية: على جعفر بن محمد ـ فقال ـ وأراه قال ذلك من أجلي ـ: اللهم إني أتولى أبا بكر وعمر وأحبهما، اللهم إن كان في نفسي غير هذا، فلا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
وأخرج عنه أيضًا: دخلت على جعفر بن محمد وهو مريض فقال: اللهم إني أحب أبا بكر وعمر وأتولاهما، اللهم إن كان في نفسي غير هذا فلا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عنه أيضا: قال لي جعفر: يا سالم أيسب الرجل جده؟! أبو بكر جدي، لا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم إن لم أكن أتولاهما، وأبرأ من عدوهما.
وأخرج عن جعفر أيضًا أنه قيل: إن فلانًا يزعم أنك تبرأ من أبي بكر! فقال: برئ الله من فلان، إني لأرجو أن ينفعني الله بقرابتي من أبي بكر، ولقد مرضت فأوصيت إلى خالي عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر - رضي الله عنهم -. اهـ.
والله أعلم.