عنوان الفتوى : موقف آل البيت من أبي بكر وعمر والصحابة الكرام
أرجو معرفة الحكم الشرعي لهذه القضية، ما هي عقيدة آل البيت الأوائل تجاه الصحابة وترتيبهم وأقصد الحسن والحسين رضي الله عنهما والذين يلونهم كعلي زين العابدين ومحمد الباقر وزيد بن علي وجعفر الصادق؟
خلاصة الفتوى:
جميع من ذكر كانوا أعلاماً ثقات يحترمون الصحابة ويشهدون بفضلهم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن جميع من ذكر في السؤال من أهل البيت كانوا من سادة المسلمين وقادتهم في زمانهم فالحسن والحسين رضي الله عنهما سيدا شباب أهل الجنة، كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شك أنهما سمعا واستوعبا ما كان يقول أبوهما ويتعامل به مع الخلفاء قبله ومع سائر الصحابة فقد تواتر عن علي رضي الله عنه قوله: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وبعد أبي بكر عمر. وقد سمى كل واحد منهما أولاده بأبي بكر وعمر واستمر ذلك في أهل البيت من بعدهم، وكانا رضي الله عنهما مع عبد الله بن الزبير ومحمد بن طلحة وسعيد بن العاص.. وغيرهم ممن كان يدافع عن عثمان يوم الدار، وقد شج الحسن في ذلك اليوم كما في تاريخ الخلفاء للسيوطي وغيره.
وأما من ذكر بعدهم فهم من الذين اتبعوهم بإحسان فعلي زين العابدين التابعي الجليل قد شهد له أعلام هذه الأمة بالفضل والعلم والورع وحسن الخلق.. قال عنه الزهري شيخ الإمام مالك: ما رأيت قرشياً أفضل منه. وهكذا كان بقية الأعلام المذكورين: محمد وزيد وجعفر، فقد كانوا يعتقدون فضل الصحابة ويجلونهم ويحترمونهم... وكلهم كانوا عدولاً ثقات أخرج لبعضهم الستة في كتبهم الصحيحة والتي تعتبر مراجع أهل السنة في الحديث، وكان جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين إماماً من أهل السنة، وقد روى عنه كبار علمائهم منهم أبو حنيفة ومالك وغيرهم، وكان هو وأبوه يقران إمامة أبي بكر وعمر ويتبرآن ممن تبرأ منهما، فقد نقل الذهبي في سير أعلام النبلاء عن محمد بن فضيل عن سالم بن أبي حفصة، قال: سألت أبا جعفر (محمد الباقر) وابنه جعفراً (الصادق) عن أبي بكر وعمر، فقال: يا سالم تولهما وابرأ من عدوهما فإنهما كانا إمامي هدى.. وقد عقب الذهبي على كلام جعفر الصادق رضي الله عنه عن الصحابة فقال: قلت هذا القول متواتر عن جعفر الصادق وأشهد بالله إنه لبار في قوله غير منافق لأحد... وانظر للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 75439. هذا وبإمكانك أن تطلع على تراجم هؤلاء كاملة في كتب التراجم وخاصة سير أعلام النبلاء للذهبي وغيره.
والله أعلم.