الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:                                 

فإذا قصدت السائلة أنها تركت طواف الإفاضة والوداع من الحج, فالجواب أن طواف الإفاضة ركن من أركان الحج لا يتم إلا به، فمن تركه فهو باق على إحرامه حتى يرجع لمكة ويأتي به, جاء في فتاوى نور على الدرب للشيخ ابن باز - رحمه الله تعالى -: طواف الإفاضة ركن لا بد منه، الذي تركه يعود إذا سافر ولم يطف طواف الإفاضة طواف الحج، يعود سواء كان رجلاً أو امرأة ليؤديه، ما يتم حجه إلا بذلك، يعود ويطوف. انتهى.

وإذا كنت قد اعتمرت بعد هذا الحج، فإن عمرتك غير منعقدة أصلًا؛ لكونك ما زلت محرمة بالحج, لكن يكفيك طواف العمرة عن طواف الإفاضة, ولو كنت لم تنويه بناء على ما رجحه بعض أهل العلم من كون الطواف لا تشترط له النية, وراجعي التفصيل في الفتوى رقم: 144885، والفتوى رقم: 118814.

 وما حصل من محظورات الإحرام جهلًا منك قبل القيام بطواف العمرة " الذي حصل به التحلل من الحج" إن كان من قبيل الترفه - كلبس المخيط, واستعمال الطيب - فلا شيء فيه، وما كان منها من قبيل الإتلاف - كالحلق, وقص الأظافر - ففي كل جنس منه فدية، وراجعي الفتوى رقم: 14023.

وإن حصل منك جماع جهلًا، فلا يفسد حجك عند كثير من أهل العلم، كما ذكرنا في الفتوى رقم:15047.

ثم إذا كنت قد قمت بطواف الوداع بعد طواف العمرة، فهذا يكفي ولا دم عليك, وإذا لم تطوفي للوداع حينئذ فقد لزمك دم ـ على القول الراجح ـ وهو ذبح شاة، وتوزيعها على فقراء الحرم، وبإمكانك توكيل من ينوب عنك في هذا الأمر, وراجعي المزيد في الفتوى رقم: 103398.

والله أعلم.