عنوان الفتوى : ثواب الرجوع من المسجد إلى البيت بعد صلاة الجماعة
عند العودة من المنزل، أمكث فترة من الوقت في الشارع مع بعض الأصدقاء. فما دمت لم أدخل المنزل. هل لازلت في الصلاة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلم يتبين لنا المقصود من السؤال، وما علاقة عودتك من المنزل بالصلاة. وإن كنت تعني عند العودة من المسجد إلى منزلك. هل تعتبر في صلاة؟
فجوابه: أن الحديث الذي جاء في كون المرء يثاب كأنه في صلاة، هذا جاء فيمن ينتظر الصلاة، كما في الصحيحين: ... لَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا دَامَتْ الصَّلَاةُ تَحْبِسُهُ، لَا يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْقَلِبَ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا الصَّلَاةُ ... وهذا لفظ البخاري, ولفظ مسلم: لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَ فِي مُصَلَّاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ. وعن أبي داوود بلفظ: لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلَاةٍ، مَا كَانَ فِي مُصَلَّاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ.
وأما من صلى وانصرف، فإننا لا نعلم حديثا يدل على أنه يثاب ثواب من كان في صلاة، إلا أنه جاء ما يدل على أنه تكتب له خطوات عودته إلى المنزل، كما تكتب له خطوات قدومه إلى المسجد، كما في حديث: ... إِنِّي أُرِيدُ أَنْ يُكْتَبَ لِي مَمْشَايَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَرُجُوعِي إِذَا رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ جَمَعَ اللَّهُ لَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ. رواه مسلم.
قال النووي: فِيهِ: إِثْبَات الثَّوَاب فِي الْخُطَا فِي الرُّجُوع مِنْ الصَّلَاة، كَمَا يَثْبُت فِي الذَّهَابِ. اهــ.
والله أعلم.