عنوان الفتوى : هل تتنجس الأشياء بملاقاة النجاسة الجافة؟
كيف يصلي الموسوس؟ وهل يطبق مبدأ (الدين يسر)؟ فقد أصبت بوسواس شديد منذ ثلاث سنوات، حيث إني أعيد الوضوء أكثر من عشر مرات، والصلاة الواحدة تأخذ مني أكثر من أربعين دقيقة بسب وسواس خروج الريح، أو الوسوسة في عدد الركعات... ومشكلتي الآن لم تعد في خروج الريح، أو عدد الركعات، أو تكبيرة الإحرام، أو الشك في الركوع، فهذه الأشياء أصبحت لا تمثل لي شيئًا، وإنما مشكلتي في الأشياء الحقيقية التي أراها أمامي، وتمثل لي عبئًا، ومعاناة شديدة، وأول هذه الأشياء براز الحمار الذي يكثر، ويكون بكثرة، وبالأخص في السوق، ودائمًا أجده في الملابس بسبب الهواء، أو عندما أكون جالسًا حيث أجده منتشرًا على ملابسي، وهذا ما يسبب لي مشقة وحرجًا. ثانيًا: ما حكم البول الجاف على السرير، لكن رائحته، أو لونه موجود، فأحيانًا قد أضع هاتفي، أو الريموت في هذا السرير، فهل يتنجس؟ أو قد أجد اللحاف الذي أنام عليه -وهو نظيف-قد أجده على هذا السرير النجس، أو أجد السجادة على السرير المتنجس، فهل تنتقل النجاسة إليها؟ وعند ممارستي للعادة دائمًا ما تكون يدي مبللة بالمذي، وألمس بها مفتاح الكهرباء، ومفتاح المروحة، أو يلتصق المذي بالسرير، أو البطانية، ومعظم البيت نجس بسبب هذا المذي، وهذا ليس شكًّا، بل أنا متأكد مائة بالمائة. وأخيرًا: إن تركت الصلاة بسبب ما وجدته من معاناة شديدة بسبب هذا الحال، فماذا أفعل؟ وشكرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن هذا الدين يسر، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، والأصل في الأشياء الطهارة، فلا يحكم على شيء بأنه قد تنجس إلا بعد التيقن من انتقال النجاسة إليه.
وحتى تحكم على تنجس ملابسك بروث الحمار مثلً، فلا بد أن تتيقن من أن ما تراه في ملابسك إنما هو روث حمار، ولا يكفي للحكم بالنجاسة ملاقاة الملابس للروث، وهما جافان، بل لا بد أن يكون أحدهما أو كلاهما مبتلًا.
ولمزيد الفائدة عن انتقال النجاسة، وخلاف العلماء في ذلك راجع الفتوى رقم: 164367 وما أحيل عليه فيها.
وعلى ذلك، فلا تنتقل النجاسة إلى الجوال وغيره من الأشياء الجافة طالما وضعت على السرير وهو جاف.
وكذلك لا يحكم بانتقال نجاسة المذي إلى مفاتيح الكهرباء ونحوها إذا لامست المذي بعد جفافه.
وبذلك يتبين أن كل ما ذكرته في سؤالك ليس إلا محض وسوسة من الشيطان؛ ليفسد عليك عبادتك.
أما ترك الصلاة: فلا يجوز بحال من الأحوال.
وأما بخصوص العادة السيئة: فقد ذكرنا بعض النصائح المعينة على تركها في الفتويين: 76495، 7170.
ونسأل الله سبحانه أن يعافيك من الوساوس، وأن يرفع عنك المعاناة، وننصحك بمجاهدة نفسك على التلهي، والإعراض عن الوساوس وعدم الاسترسال معها، فهذا من أهم الوسائل المعينة للتغلب عليها، بعد الاستعانة بالله عز وجل.
وانظر لمزيد الفائدة الفتويين التاليتين: 3086، 51601.
كما يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بالموقع، وعرض حالتك على المختصين بالصحة النفسية.
والله أعلم.