عنوان الفتوى : أحكام الدم النازل من الأنف مع الاستنشاق أو بدونه
نزف أنفي مرة، بحيث لو أدخلت منديلًا في أنفي خرجت قطرة صغيرة لا تصل إلى حجم الدرهم، وكلما أدخلت منديلًا خرجت مثل هذه القطرة، فاستنشقت، ونزل الماء الذي خرج من أنفي إلى فمي، فهل هذا الماء نجس؟ وما حكم صلاتي؟ فقد تجاهلته؛ لأني كثيرة الوسوسة، وشكرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية: نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانينه من وساوس، وشكوك, وننصحك بالإعراض عنها, وعدم الالتفات إليها, فإن ذلك أنفع علاج لها, وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 3086.
وبخصوص الدم الموجود في الأنف: فإن كان داخلًا في حدود يسير الدم المعفو عنه، فلا تترتب عليه نجاسة، ويسير الدم المعفو عنه حدده بعض أهل العلم بكونه قدر مساحة درهم بغلي، وهو المساحة السوداء التي تكون داخل ذراع البغل، وراجعي التفصيل في الفتوى رقم: 97095.
بينما حدَّده بعض أهل العلم باليسير المتعارف عليه عند الناس عادة، كما تقدم في الفتوى رقم: 18639.
وعند الاستنشاق إن كان الماء ينزل متغيرًا بالدم, فهذا الماء يعتبر نجسًا, ومن ثم فما لاقاه من بدن، أو ثوب, فقد تنجس, وفي حال ما إذا صليت بنجاسة جاهلة، أو ناسية, فلا إعادة عليك، بناء على ما رجحه بعض أهل العلم, كما تقدم في الفتوى رقم: 6115.
وإذا شككت في نجاسة الماء عند الاستنشاق، فإنه محمول على الطهارة لبقائه على الأصل.
والله أعلم.