براءة قلب! - وسام الشاذلي
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
أذهب إلي المكتبة في الصباح الباكر علي غير عادتي لتصوير بعض الأوراق ... الزحام شديد والأهالي يقومون بتوصيل أولادهم والكل متوتر! لا أحب أجواء المدارس في الصباح حيث الإستيقاظ الصعب والصوت العالي والوجوه المتعبة....
وفجأة ظهرت!! علي أعتاب المراهقة بملابس المدرسة، تسير بصعوبة بصحبة سائق "الميكروباص" الذي يقوم بتوصيلها، تقف بجواري بحجابها البسيط ووجهها المشرق ويذهب ليحضر لها بعض الحلوى، تمد يدها الصغيرة لتختار نوع أخر من الحلوى، يخبرها السائق أن المطلوب ثلاثة جنيهات فتعطيه ببساطة وتلقائية كل مافي يدها من نقود معدنية، يعيد لها الباقي، تنظر ببراءة وهي تبتسم ابتسامتها المبهرة؛ تدرك بسهولة أنها قد حرمت نعمة "العقل"، تلتقي أعيننا للحظات فأشاهد "طيبة" الدنيا في ملامحها ...
كان وجودها "رائع" حيث تغيرت الأجواء وصار الكون أكثر جمالاً وهدوءاً ...
تسير بصعوبة عائدة إلي "الميكروباص" وهي تحتضن أشياءها و"فطرتها".
البائع ينادي على حتي أستلم أوراقي، أعود لسيارتي وصورتها لاتفارق خيالي ...
ومازلت أتساءل لماذا عندما "يتوقف" العقل "ينمو" القلب ويتسع للعالم بأسره؟!!!
ووجدتني أزداد يقيناً بأنه لابد من حياة أخري تتحقق فيها الأحلام "المؤجلة" ويشفى فيها المريض ويسعد فيها المهموم ويعافى فيها "المبتلى" ...
وأن البراءة والفطرة "النقية" والصدق والطيبة هي أشياء غالية جداً ولاتقدر بثمن ...
سلام عليك يا ابنتي وحفظك الله من كل سوء ...
سلام عليك!
عن العقل الذي "توقف" والقلب الذي "ينمو"!