عنوان الفتوى : هل يختلف الإسلام من شخص إلى شخص؟
عندي سؤال واحد: إذا قلنا إن الإسلام هو منهج في الحياة، وما بعد الحياة. هل يختلف الإسلام من شخص إلى شخص؛ لأن البشر يختلفون في تفكيرهم، وصفاتهم. إذا يختلف أم لا؟ ما هو الدليل؟ وشكرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالإسلام الذي هو منهج حياة لا يختلف، وإنما يختلف الناس في فهم بعض أحكامه، وهي الجزئيات الفرعية الاجتهادية التي يسوغ الخلاف فيها، ولا يخرج شيء منها عن مسمى الإسلام. وأما الأصول، والقواعد الكلية، والأحكام الثابتة، والحدود المحكمة، فلا اختلاف فيها أصلا. وبذلك يجمع الإسلام بين أهله. ولا يقبل من الناس غيره؛ قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } [آل عمران: 19]. وقال سبحانه: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [آل عمران: 85] وقال عز وجل: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } [المائدة: 3].
والله أعلم.