عنوان الفتوى : قلب المؤمن لا يقر الكفر والشكوك
أنا أعرف أن حكم سب الله ورسوله سبحان الله عما يصفون وسلام على المرسلين ( كفر) ولكن ما حكم كره سبهم في علم الغيب داخل النفس وقد أجبرني إبليس لعنه الله على سبهم ؟؟؟ أرجو التروي في
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المؤمن تعرض له خواطر الكفر والنفاق والمعصية، فيكره تلك الخواطر ويردها، فيزداد بذلك إيمانًا ويقينًا، ويصرخ في وجه الشيطان أن آمنت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله وسلم نبيًا ورسولاً، فمثله ومثل ما يلقيه الشيطان في قلبه من الشك والشبهات، كما قال الله تعالى: كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ [الرعد:17].
فقلب المؤمن لا يقر الكفر وما تعلق به، ويبقي فيه الإيمان واليقين، وفي الحديث، أن الصحابة شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وقد وجدتموه، قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم.
وصريح الإيمان خالصه ومحضه، والمقصود أن كراهيتكم واستبشاعكم لهذه الخواطر صريح الإيمان، فإن المنافق لا يجد في نفسه حرجاً أو بغضاً لمثل هذا، فالذي نقوله -للأخت السائلة- هو عليك أن تستعيني بالله تعالى على الشيطان الرجيم، وسيصرف الله عنك تلك الخواطر، وما لم تسترسلي فيه منها وسعيت في دفعه حال وروده، فلا شيء عليك فيه.
والله أعلم.