عنوان الفتوى : ماهية الاعتداء في الدعاء

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم. ما هي حدود التوجه لله بالدعاء ؟ بمعنى هل يجوز لي أن أدعو الله أن يمنحني الجمال أو الزيادة في الطول... مثلا. أم أن هذه الأمور من القضاء والقدر وبالتالي فان طلبها يعتبر اعتراضا على القدر أو من جهة أخرى يعتبر طلبا للمعجزات التي لا تحصل إلا للأنبياء.أفيدونا أفادكم الله ؟؟؟؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن للدعاء آداباً ينبغي على الداعي مراعاتها، ليكون ذلك أرجى لقبول دعائه، وإجابة مسألته، ومن هذه الآداب عدم الاعتداء في الدعاء الذي قد ورد في قوله تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [الأعراف:55].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: فالاعتداء في الدعاء تارة بأن يسأل ما لا يجوز له سؤاله من المعونة على المحرمات، وتارة يسأل ما لا يفعله الله مثل أن يسأل تخليده إلى يوم القيامة، أو يسأله أن يرفع عنه لوازم البشرية، من الحاجة إلى الطعام والشراب، ويسأله بأن يطلعه على غيبه، أو أن يجعله من المعصومين، أو يهب له ولداً من غير زوجة، ونحو ذلك مما سؤاله اعتداء لا يحبه الله، ولا يحب سائله.
فما ورد في هذا السؤال من الدعاء بمنح الجمال أو الزيادة في الطول، فهو وإن كان داخلاً فيما يقدر عليه الله تعالى، إلا أنه نوع من الاعتداء، إذ أن الله تعالى قد أجرى أمور الخلق في هذا الكون على سنن كونية ثابتة، فلا ينبغي أن يسأل الله تعالى ما هو جار على خلاف هذه السنن الكونية.
والله أعلم.