عنوان الفتوى : الشك بعد الطواف لا يعتبر
حججت هذا العام ـ ولله الحمد ـ وطفت طواف الإفاضة وسعيت يوم العيد، وعندما كنت في المبيت في منى شككت في عدد أشواط الطواف، علما بأنني متيقن بأنها سبعة، فسألت مشايخ في الحرم، فقالو هذا وسواس، فبقيت في شكي وقلت هذا ركن قد أرجع إلى بلادي وأخسر الحج، فما كان مني إلا أن طفت وسعيت مرة أخرى في ثاني أيام التشريق احتياطا، وأثناء الطواف الثاني تيقنت أن طوافي الأول كامل وصحيح بسبب حسبة معينة، ومع ذلك أكملت، فهل ارتكبت محظورا؟ أم يعتبر هذا من الغلو؟ والآن عندي وسواس بأن حجي فيه شيء بسبب طوافي مرتين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتقبل حجك، ومن الواضح من السؤال أنك موسوس، فنسأل الله لك العافية، ومن شك أثناء الطواف بنى على الأقل، ومن شك بعد الطواف لم يعتبر بشكه، بل إن المالكية يقولون إن من كثر شكه لا يبني على الأقل، وإنما يعرض عن الأمر كله، جاء في الفواكه الدواني: وبنى على الأقل عند الشك إلا المستنكح كالصلاة. انتهى.
وعليه؛ فحجك صحيح ـ إن شاء الله ـ ولا شيء عليك، وكان الواجب عليك الإعراض عن هذا الشك كله وعدم الالتفات إليه مطلقا، وللفائدة راجع الفتويين: 14305، ورقم: 51601.
والله أعلم.