عنوان الفتوى : محاذير في دعاء حزب النصر
أسأل الشيخ عن صحة الألفاظ الواردة في هذا الدعاء. وجزاه الله كل خير. هذا دعاء حزب النصر للشيخ أبي الحسن الشاذلي: اللهم بسطوة جبروت قهرك، وبسرعة إغاثة نصرك، وبغيرتك لانتهاك حرماتك، وبحمايتك لمن احتمى بآياتك, نسألك يا الله، يا سميع يا قريب، يا مجيب، يا سريع، يا منتقم، يا شديد البطش، يا جبار يا قهار، يا من لا يعجزه قهر الجبابرة، ولا يعظم عليه هلاك المتمردة من الملوك والأكاسرة أن تجعل كيد من كادنا في نحره، ومكر من مكر بنا عائد عليه، وحفرة من حفر لنا واقعا فيها، ومن نصب لنا شبكة الخداع اجعله يا سيدنا مساقا إليها ومصادا فيها، وأسيرا لديها. اللهم بحق كهيعص اكفنا هم العدا، ولقهم الردى، واجعلهم لكل حبيب فدا وسلط عليهم عاجل النقمة في اليوم والغدا، اللهم بدد شملهم، وفرق جمعهم. اللهم أقلل عددهم، الله اجعل الدائرة عليهم، اللهم أوصل العذاب إليهم، اللهم أخرجهم عن دائرة الحلم، واسلبهم مدد الإمهال، وغل أيديهم واشدد على قلوبهم، ولا تبلغهم الآمال، اللهم مزقهم كل ممزق مزقته لأعدائك انتصارا لأنبيائك ورسلك و أوليائك ) (اللهم انتصر لنا انتصارك لأحبابك على أعدائك) ثلاثاً. (اللهم لا تمكن الأعداء فينا ولا تسلطهم علينا بذنوبنا ) ثلاثاً. حم حم حم، حُمّ الأمر وجاء النصر، فعلينا لا ينصرون. حمعسق حمايتنا مما نخاف، اللهم قنا شر الأسواء ولا تجعلنا محلا للبلوى، اللهم أعطنا أمل الرجاء وفوق الأمل يا هو يا هو يا هو يا من بفضله لفضله نسأل، نسألك العجل العجل، إلهي الإجابة الإجابة. يا من أجاب نوحا في قومه، ويا من نصر إبراهيم على أعدائه، يا من رد يوسف على يعقوب، ويا من كشف ضرّ أيوب، يا من أجاب دعوة زكريا، يا من قبل تسبيح يونس بن متى. نسألك بأسرار هذه الدعوات المستجابات أن تتقبل ما به دعوناك، وأن تعطينا ما سألناك، أنجز لنا وعدك الذي وعدته لعبادك المؤمنين، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين, انقطعت آمالنا -وعزتك- إلا منك، وخاب رجاؤنا -وحقك- إلا فيك. إن أبطأت غارة الأرحام، وابتعدت فأقرب الشيء منا غارة الله. ( ياغارة الله جدّي السير مسرعة في حلّ عقدتنا يا غارة الله) ثلاثاً. عدت العادون وجاروا، ورجونا الله مجيرا، وكفى بالله وليا، وكفى بالله نصيرا، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ( استجب لنا آمين ) ثلاثاً. فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله ربّ العالمين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الدعاء من الأدعية المحدثة، وليس له أصل في السنة، وتخصيصه بغرض معين، والتزام ذلك واعتقاده سنة، يصيّره بدعة. وراجع في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 125936، 156581، 182723.
وفي هذا الدعاء محاذير أخرى، منها الدعاء بآيات استأثر الله بعلمها، كالحروف المقطعة في أوائل السور، وهي من المتشابهات، كما سبق في الفتويين: 40000، 54480. وهذا كقوله: "اللهم بحق كهيعص". وقوله: "حم حم حم حُمّ الأمر" وقوله: "حمعسق حمايتنا".
ومنها الدعاء بضمير الغيبة (هو) وهذا غير مشروع كما بيناه في الفتوى رقم: 65641.
ومنها التوسل بأسرار هذه الدعوات !! والمشروع من التوسل إنما هو التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته، والتوسل إليه بالعمل الصالح؛ وراجع الفتوى رقم: 4416.
والله أعلم.