عنوان الفتوى : ما يحدث يوم القيامة مقدر مثل ما يحدث في الدنيا
يا شيخ: هل كل شيء يحدث يوم القيامة مقدر مثل ما يحدث في الدنيا؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فكل ما يكون يوم القيامة مقدر من الله تعالى علمه وكتبه وأراده وسيخلقه ويوجده, وفي كتاب الله تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا {مريم: 71}.
قال القرطبي: قوله تعالى: كانَ على رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً ـ الحتم إيجاب القضاء، أي كان ذلك حتماً مقضيا: أي قضاه الله تعالى عليكم. اهـ.
وفي فتح القدير للشوكاني: وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: حَتْماً مَقْضِيًّا ـ قَالَ: قَضَاءٌ مِنَ اللَّهِ. اهـ.
وقال القرطبي في تفسير قوله تعالى: وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ـ أي قدر كل شي مِمَّا خَلَقَ بِحِكْمَتِهِ عَلَى مَا أَرَادَ، لَا عَنْ سَهْوَةٍ وَغَفْلَةٍ، بَلْ جَرَتِ الْمَقَادِيرُ عَلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَبَعْدَ الْقِيَامَةِ، فَهُوَ الْخَالِقُ الْمُقَدِّرُ. اهـ.
وجاء في السنة كتابة مقعد المؤمن في الجنة ومقعد الكافر في النار, ففي الحديث الصحيح: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَمَقْعَدُهُ مِنْ النَّارِ. رواه البخاري.
وانظر للأهمية الفتوى رقم: 219463.
والله أعلم.