عنوان الفتوى : حكم الدم النازل بعد الإجهاض
أجهضت منذ يومين بجنين لم يكمل شهرين، وقد بحثت في الأنترنت فوجدت أن حكم الإجهاض مثل الاستحاضة في الأشهر الأولى التي لم يتخلق فيها الجنين دون ذكر دليل واضح، فجاء في نفسي شيء، فتوضأت وتلجمت جيدا، وصعب علي هذا، لأنني في بداية الإجهاض والتحكم في هذا الأمر فيه مشقة إضافة إلى الألم والتقلصات التي في الرحم ولم أستطيع الصلاة واقفة، لم ألمس المصحف ولم آت بصلاة النافلة، بل صليت الفرض تحرزا، أما الجماع: فقد رأيته أمرا صعبا، لأن الآلام قوية جدا في الرحم، ودم، وكتل لحمية تنزل، وتغيرات طارئة على الجهاز التناسلي رغم أن الحالة تخف بمرور الأيام، فرأيت أن الإجهاض ليس فيه شيء يشبه الاستحاضة وربما يكون فيه ضرر على طرفين إذا حدث جماع وخاصة المرأة ـ والله أعلم ـ والخطر يكون أكبر إذا كانت هناك بقايا الجنين في الرحم دون علم المرأة وأصبحت هناك التهابات ـ لا قدر الله ـ لذلك تكون هنالك عملية تنظيف، وفي بعض الأحيان يقتضي الأمر أخذ مضادات حيوية، فلم أجد مقارنة بين الاستحاضة والإجهاض، فالإجهاض يكون الرحم مفتوحا أو يفتح طبيا، أما الاستحاضة فالرحم عادية، والدم النازل من المستحاضة ليس له سبب مباشر مثله مثل الرعاف، أما الإجهاض: فله سبب, وهو موت الجنين في الرحم مما يجعل الرحم يتخلص منه بقدرة الله عز وجل، أو يحدث تدخل طبي لإخراجه رغم أنه لم يتخلق، لكن له دقات قلب تنبض وتسمع، وله حركة كلها تعرف عن طريق الأشعة يعني هناك حياة دون روح، فدم الإجهاض في الشهور الأولى يشبه دم الحيض والنفاس تماما، و
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالدم الناشئ عن الإجهاض لا يكون دم نفاس إلا إذا كان الجنين قد تخلق، وهذا لا يمكن أن يقع قبل واحد وثمانين يوما من الحمل ـ كما يذكره كثير من الفقهاء ـ وفي المسألة خلاف بين أهل العلم، وما ذكرناه هو الذي نفتي به، فمتى حصل الإجهاض قبل هذا، فالدم الناشئ عنه دم استحاضة إلا ما وافق مدة العادة فيكون حيضا، فإن هذا الدم لا يصلح أن يكون حيضا ولا نفاسا فلم يبق إلا كونه دم فساد ـ أي استحاضة ـ وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 129638.
وإذا علمت هذا، فإن المستحاضة تتحفظ وتصلي ما شاءت من الفروض والنوافل وتتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها، ويجوز لزوجها جماعها إلا إن خشيت ضررا فلها أن تمتنع عن الوطء دفعا للضرر.
والله أعلم.