عنوان الفتوى : عقوبة من سب الدين أو النبي، ومدى قبول توبته
هل ما في النفس أحيانا من سب لله والرسول صلى الله عليه وسلم، والعبادة أو الدين عمدا عند الغضب يحاسب عليه العبد؟ ليس جهرا إنما في النفس. وإن كان ليس عمدا بل وسواسا. فهل يحاسب كذلك؟ وأعود إلى حالة العمد عند الغضب أو حالات أخرى هل يصبح مرتدا؟ وإن كان كذلك هل هناك مجال للتوبة بينه وبين الله أو يجب عليه الإعدام ويموت كافرا كما ذكر في العديد من المواقع الإسلامية ؟؟؟ أرجو المساعدة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما يحصل في نفس الموسوس لا عبرة به ما دام لم يتكلم به؛ لما في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل، أو تتكلم.
وعليك بالإعراض عن الوساوس، وصرف الذهن عنها كلما خطر شيء منها بقلبك.
ولو أن شخصا صدر منه تلفظ بسب الله، أو سب الدين أو غير ذلك مما تحصل به الردة؛ فان باب التوبة مفتوح؛ فقد قال الله تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ {الأنفال:38}. وقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
وقال الشيخ ابن باز في فتاوى نور على الدرب: متى سب المسلم الدين أو تنقصه، أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو انتقصه أو استهزأ به؛ فإنه يكون مرتدا كافرا حلال الدم والمال، يستتاب فإن تاب وإلا قتل. وبعض أهل العلم يقول: لا توبة له من جهة الحكم بل يقتل، ولكن الأرجح إن شاء الله أنه متى أبدى التوبة وأعلن التوبة، ورجع إلى ربه عز وجل أن يقبل، وإن قتله ولي الأمر ردعا لغيره فلا بأس، أما توبته فيما بينه وبين الله فإنها صحيحة، إذا تاب صادقا فتوبته فيما بينه وبين الله صحيحة. انتهـى.
والله أعلم.