عنوان الفتوى : تهافت الزعم بأن تعليم الطفل مضار الشرك والكفر يؤثر سلبيا عليه
هل هو شيء طيب أن يحفظ الأطفال متون طالب العلم التي جمعها إمام المسجد النبوي الشريف ـ د. عبد المحسن القاسم؟ أم الأفضل أن أن نجنبها، لأنها تحتوي على مواضيع تتحدث عن الشرك والكفر، وربما أثرت سلبيا على الطفل حينما يحفظها؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مَن أراد النصح لأبنائه ينبغي أن يُوَجِّههم لحفظ كتاب الله تعالى في أولى سني عمرهم، فإذا أتموه بإتقان وجههم إلى طلب العلم النافع المؤسس على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وَفق المنهج العلمي والجادة المطروقة عند أهل العلم من قديم الزمان، والذي يمثل جانبًا مهمًا منه حفظ المتون الصغيرة التي جمعها فضيلة الشيخ الدكتور عبد المحسن القاسم إمام الحرم النبوي الشريف تيسيرًا على طلبة العلم، وهذا الاختيار من جامعها يواطئه عليه معظم علماء الشريعة المعتنين بالتربية والتعليم.
هذا، وإن الزعم بأن هذه المتون تشتمل على مسائل الإيمان والكفر، وإن حفظ الطفل لها قد يؤثر عليه سلبًا، زعمٌ باطل لا يؤيده الشرع ولا العقل ولا تجارب المربين، بل إن العكس هو الصحيح، حيث إن معرفة الطفل بأن الشرك ضد التوحيد يربي فيه الحذر منه ومن أسبابه المفضية إليه، ويعزِّز عنده الاعتناء بحفظ جناب التوحيد، ثم إن آيات القرآن الكريم نفسه طافحة بذكر صفات المشركين والمنافقين، وتذمهم، وتُحذِّر من سلوك طريقهم، وتتوعدهم بالخلود في النار والعذاب الأليم، واعتبر بقصار السور في جزء عم كسورة الكافرون والبينة وغيرهما، فآيات القرآن إما أمر بالتوحيد، وإما نهي عن ضده وهو الشرك، وإما بيان لما وعد الله تعالى به الموحدين وما توعَّد به الكافرين يوم القيامة، وإما إخبار عن أحوال المؤمنين والكافرين من الأمم السابقة، وغير ذلك من مقاصد القرآن التي تدور حول التوحيد ومكملاته وضده، أفيسوغ أن نمنع الأطفال من قراءة القرآن وحفظه؟!.
والله أعلم.