عنوان الفتوى : ليس كل ضحك عند الحديث عن معظمات شرعية يعد كفرًا
ما حكم من ضرب الأمثلة واستشهد بآيات من القرآن كطرفة على موقف معين، لا علاقة له بمضمون الآية فقط ذكره من باب المزاح؟ وهل يرتد وإن كان لا يقصد الاستهزاء؟ وهل يعذر بالجهل؟ وإن علم أنه مخرج من الملة وتبسم دون قصد عند ذكر أحدهم لمثل هذه المواقف؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على كل مسلم أن يعظم كتاب الله، ويصونه عن كل ما لا يليق به، ومن ذلك ضرب الأمثلة به على وجه المزاح،
ولكن ليس كل من ضرب أمثلة بالقرآن على وجه المزاح يعد من باب الاستهزاء، فإن حقيقة الاستهزاء هي السخرية والاستخفاف، قال البيضاوي: الاستهزاء: السخرية والاستخفاف، يقال: هزئت واستهزأت بمعنى، كأجبت واستجبت، وأصله الخفة من الهزء، وهو القتل السريع. انتهى.
وكذلك ليس كل ضحك يجري على الشخص عند الحديث عن معظمات شرعية يعد كفرًا يخرج به صاحبه عن الملة.
فننصحك ـ كما نصحناك في فتوى سابقة ـ بالبعد والإعراض عن الوسوسة في هذا الأمر، وأن تصرف ذهنك عنها كلما جاءك الشيطان بهذه الوساوس، ولا تجعل للشيطان عليك سبيلا، فإن الوسوسة مرض شديد وداء عضال، والاسترسال معها يوقع المرء في الحيرة والشك المرضي، والضيق والحرج الشرعي، فكما يجب على العبد أن يخاف من الوقوع في الكفر وأن يبتعد عنه أشد البعد، فكذلك ينبغي أن لا يكون موسوسا كلما حصل منه شيء اتهم نفسه أو غيره بالكفر. وللفائدة يرجى مراجعة الفتاوى التالية أرقامها: 78602، 126529، 202186، 138384.
والله أعلم.