عنوان الفتوى : حكم الاستهزاء بأحكام الدين
ماذا يفعل من تكلم مازحا بكلام وبعد الانتهاء منه انبته لنفسه بأن هذا الكلام فيه استهزاء بحكم من أحكام الإسلام؟ مع العلم أني عندما انتهيت من الكلام لم أعرف أكان في نيتي الاستهزاء أم لا؟ هل أنطق بالشهادتين وأغتسل حيث إن الاستهزاء بالإسلام كفر أم ماذا أفعل؟ أرجو عدم إحالتي لأسئلة سابقة فقد سألت قبل ذلك سؤالا خاصا بهل الدخول في الاسلام لمن فعل مكفرا يوجب الغسل أم لا وتم إحالتي لأسئلة سابقة ووجدت أن أحد الأسئلة كانت إجابته توجب الغسل للمرتد، و
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن السائلة لم تذكر لنا كلامها حتى نعلم هل هو مما يكفر به أم لا؟ والاستهزاء بأحكام الدين يكفر به من وقع منه عامدا؛ لقوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ {التوبة: 65 ـ 66 } قال ابن قدامة في المغني: ومن سب الله تعالى كفر سواء كان مازحا أو جادا، وكذلك من استهزأ بالله تعالى أو بآياته أو برسله أو كتبه ... اهـ .
هذا.. وننبه إلى أن من دخل في الإسلام بيقين لا يخرج منه إلا بيقين، فعلى العبد أن يخاف من الوقوع في الشرك وأن يبتعد عنه أشد البعد، ولكن لا ينبغي أن يكون موسوسا كلما حصل منه شيء اتهم نفسه بالكفر، وأما غسل المرتد ففيه خلاف بين العلماء قديما، والفتاوى نقلت خلافهم، وراجعي للمزيد فيما ذكرنا الفتاوى التالية أرقامها : 42714 ، 26193 ، 721 .
ولله أعلم .