عنوان الفتوى : الضحك الحاصل منك ليس من الاستهزاء بالقرآن
في ليلة من ليالي الشهر الماضي كنت أستمع لدرس ديني يلقيه شيخ على إحدى القنوات، وجاء في معرض حديثه عن من يسيء فهم القرآن الكريم بخبر عن الشيخ عمر عبد العزيز المصري، قال فيه إن أحد المتبعين للتصوف جاء للشيخ وقال له: إن اسم شيخي مذكور في القرآن، فقال له الشيخ: ما اسم شيخك؟ فرد الشخص: اسم شيخي هو كوك، فرد الشيخ: أنا أحفظ القرآن ولا أجد هذا الاسم! فرد ذلك الشخص: بل موجود في الآية: "وإذا رأوا تجارة أو لهوًا انفضوا إليها وتركوك قائمًا قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين" ففرق كلمة تركوك وجعلها "تر" "كوك"، فضحكت، ثم انتبهت وقلت: " لا إله إلا الله" وبدأت أؤنب نفسي: هل ضحكت من فهم الشخص للآية الكريمة، أم ضحكت لأنه سخر من القرآن الكريم وأنا جاريته في ذلك؟ - أستغفر الله العظيم, وأتوب إليه – وأنا حقيقة لست أدري هل ضحكت من فهمه أم من شيء آخر، لكني متأكد أنني لا يمكن أن أضحك سخرية بالقرآن الكريم - أعوذ بالله من ذلك - فأفيدوني - جزاكم الله خيرًا - فأحيانًا يغلبني الضحك, فأضحك رغمًا عني - أي رغم أنني لا أريد الضحك - وهناك أقوال أو مواقف يقع لي معها ذلك, وأشك في أنها استهزاء بالدين، فأستغفر الله بعدها وأتوب إليه, وأنطق الشهادتين بنية الدخول في الإسلام، لكني أخشى أن يكون ذلك في حد ذاته لعبًا بالدين (والعياذ بالله) – أي نطقي بالشهادتين بنية الدخول في الإسلام في كل مرة- فأفيدوني وادعو لي - جزاكم الله خيرًا -.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فواضح من هذا السؤال ومن مراجعة أسئلتك السابقة أن لديك وسواسًا فيما يتعلق بالاستهزاء والسخرية بالمعظمات الشرعية، وأول ما يلزم في هذا الصدد أن تعرض عن جملة هذه الوساوس فإنها من الشيطان, وليس علاجها إلا في البعد عنها والإعراض.
ثم اعلم أنه ليس فيما حصل منك ما يصدق عليه اسم الاستهزاء بالقرآن, فحقيقة الاستهزاء هي السخرية والاستخفاف، وليس كل ضحك يجري على الشخص عند الحديث عن معظمات شرعية يعد كفرًا يخرج به صاحبه عن الملة.
أما ما ذكرته من خشيتك أن يكون تجديد الشهادة عند الشك في الكفر نوعًا من الاستهزاء: فليس هذا أيضًا إلا وسوسة ينبغي الإعراض عنها.
وللفائدة: فقد تقرر في الشريعة أن من ثبت إسلامه بيقين لا يزول إسلامه بالشك، وأن الأصل بقاء ما كان على ما كان، فمجرد الشك في موجب الكفر - أيًّا كان - مُطَّرح ليس به اعتداد.
والله أعلم.