أرشيف المقالات

من أقوال السلف في العناية بالقلب -2 - فهد بن عبد العزيز الشويرخ

مدة قراءة المادة : 9 دقائق .

 
موت القلب :** قيل لإبراهيم بن أدهم: يا أبا إسحاق إن الله تعالى يقول:  {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}  [غافر:60] ونحن ندعوه منذ دهر فلا يستجيب لنا, قال ماتت قلوبكم في عشرة أشياء:
أولها:عرفتم الله ولم تؤدوا حقه.
الثاني: قرأتم كتاب الله ولم تعملوا به.

الثالث: ادعيتم حب الرسول صلى الله عليه وسلم وتركتم سنته.
الرابع: ادعيتم عداوة الشيطان ووافقتموه.
الخامس: قلتم نحب الجنة ولم تعملوا بها.
السادس: قلتم نخاف النار ورهنتم أنفسكم بها.
السابع: قلتم إن الموت حق ولم تستعدوا له.
الثامن: اشتغلتم بعيوب إخوانكم ونبذتم عيوبكم.
التاسع: أكلتم نعمة ربكم ولم تشكروها.
العاشر: دفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم.
** قال محمد بن يوسف الإصبهاني: علامة موت القلب طلب الدنيا بعمل الآخرة.
** قال الشيخ صالح عبدالعزيز آل الشيخ: إذا فارق ذكر الموت القلب كان موتاً لهدواء القلوب :** روى أن رجلاً سأل عائشة رضي الله عنها: ما دواء قسوة القلب ؟ فأمرته بعيادة المرضى, وتشيع الجنائز, وتوقع الموت.
** قال رجل للحسن: يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة قلبي! قال: أذبه بالذكر.
** سئل ابن المبارك: ما دواء قسوة القلب؟ قال: قلة الملاقاة
** شكا ذلك رجل إلى مالك بن دينار, فقال: أدمِن الصيام , فإن وجدت قسوة فأطل القيام, فإن وجدت قسوة فأقلّ الطعام.

** قال إبراهيم الخواص: دواء القلوب خمسة أشياء: قراءة القرآن بالتدبر, وخلاء البطن, وقيام الليل, والتضرع عند السحر , ومجالسة الصالحين.
** قال عبدالله بن المبارك:
رأيتُ الذنوب تُميتُ القلوب        ويتبعُها الــــــــــــذُّلُ أزمـــــــــــــــــانها
وتركُ الذنوب حياةُ القلوب         فاختر لنفـــــــــــسك عـصيانها  
** قال العلامة السعدي رحمه الله: القلوب تحتاج في كل وقت, إلى أن تذكر بما أنزل الله وتناطق بالحكمة ولا ينبغي الغفلة عن ذلك, فإنه سبب لقسوة القلوب.
غفلة القلب:قال العلامة العثيمين  رحمه الله: إذا رأيتَ من نفسك أن أوقاتك ضائعةٌ بلا فائدة، فيجب عليك أن تُلاحظ قلبك، فإن هذا لا يكون إلا من غفلة القلب عن ذِكر الله تعالى، ولو نظرتَ فيما سبَق من التاريخ كيف أنتج العلماء رحِمهم الله ما أنتجوا من المؤلفات، ومِن فطاحل العلماء الذين تخرَّجوا على أيديهم في أوقات قد تكون أقلَّ مِن الوقت الذي عِشتَه أنت، وذلك بسبب ما ملأ الله تعالى به قلوبهم من ذكره، حتى صارت أعمارُهم لا يضيع منها لحظةٌ واحدة، فعليك أن تَنتبهَ لمرض قلبك، وأن تبادر بمُداوته.
 غربة القلب:قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: الغربة بأحد الاعتبارات تنقسم إلى غربتين: غربة ظاهرة.
وغربة باطنه.
والغربة الظاهرة مثّل لها أهل العلم بأنها:
& غربة أهل الصلاح والطاعة بين الفسقة والفجار.
& وغربة أهل العلم المستقيمين الذين طلبوا العلم لله, لم يطلبوه ليماروا به السفهاء ولا ليصرفوا وجوه الناس إليهم, الذين خشعت جوارحهم وقلوبهم لله عز وجل بين من طلب العلم ليس لله, وبين من رغب في العلم لكنه رغب لأجل الجاه أو المال
& وغربة المستقيمين في أموالهم, وتحرى المأكل والمصرف الحلال بين أولئك الذين يأكلون من كل جهة, ويصرفون في كل جهة.
وهذه غربة ظاهرة مثل لها أهل العلم بهذه الأمثلة وغيرها ويتضح ذلك برؤية أصحابها
أما الغربة الباطنة: فهي التي لا يظهر أمرها, وهذه هي التي تنافس فيها المتنافسون, وهي غربة صدق القلب وقصده في توجهه إلى مولاه, بحيث تكون إراداته ورغباته إلى الله, وفي الله, فيرى هذا الغريبُ الناس من حوله, وتكالبهم على الدنيا, ورغبهم فيها, وحرصهم عليها, وأنهم يرونها وكأنها الباقية, يراهم وهو متجه فيما بينهم إلى ربه, طامع إلى الجنة, متباعد عن النار, وكأنه غريب بينهم, لأن قصده وتوجه قلبه مختلف عن توجه الناس, كذلك الخاشع الخاضع قلبه لله عز وجل بين جمهرة الذين لا يخشعون لله عز وجل يكون غريباً, فهذه الغربة مما يتنافس فيه المتنافسون, لأن صاحبها الحظ الأوفر مما جاء في فضل الغرباء, لأن صلاح الباطن له أثره على صلاح الظاهر بيّن جليّ.
متفرقات:
** قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: إن للقلوب شهوةً وإقبالاً, وإن للقلوب فترةً وإدباراً, فاغتنموها عند شهوتها وإقبالها, ودعوها عند فترتها وإدبارها.

** قال أبو سليمان الدارني: لكل شيء صدأ وصدأ نور القلب شبع البطن.
** قال يوسف بن أسباط: لا يمحو الشهوات من القلوب إلا خوف مزعج, أو شوق مغلق.
** قال أحمد بن خضرويه البخلي: القلوب جوالة, فإما أن تجول حول العرش, وإما أن تجول حول الحش.
** قال يحيى بن معاذ: القلوب كالقدور في الصدور تغلى بما فيها, ومغارفها ألسنتها, فانظر الرجل حتى يتكلم, فإن لسانه يغترف لك ما في قلبه, من بين حلو وحامض, وعذب وأجاج, يخبرك عن طعم قلبه اغتراف لسانه.
** قال الإمام الغزالي رحمه الله: القلب...إذا تفكر في أهوال الآخرة, ودركات جهنم طار نومه, وعظم حذره.
** قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
& القلوب مجبولة على حبِّ من أحسن إليها وبغضِ من أساء إليها.
& لا تطمئن القلوب إلا لله وحده ولا تسكن إلا إليه.
& القلب إذا تعود سماع القصائد والأبيات والتذ بها حصل له نفور من سماع القرآن
& الحرية حرية القلب, والعبودية عبودية القلب.

& لا يستقر شيء في القلب إلا ظهر موجبه على البدن ولو بوجه من الوجوه.
& ما في القلب من النور والظلمة والخير والشر يسري كثيراً إلى الوجه والعين.

 
** قال العلامة محب الدين الخطيب رحمه الله: إذا أظلم القلب ضاق الصدر, وإذا ضاق الصدر ساء الخُلق.
** قال العلامة السعدي رحمه الله:
& ثبات القلب أصل ثبات البدن.
& الألسن مغارف القلوب, يظهر فيها ما في القلوب, من الخير والشر.
& أصل الثبات : ثبات القلب وصبره ويقينه عند ورود كل فتنة.
** قال العلامة العثيمين رحمه الله: تغيُّرات القلب تغيُّرات سريعة وعجيبة، ربما ينتقل مِن كُفرٍ إلى إيمان، أو مِن إيمان إلى كفرٍ في لحظة، نسأل الله الثبات!
** قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ:
& الإيمان , التقوى , التوحيد , العلم, أسباب لتعظيم النور في القلب.
& التهديد يفيد القلوب العاتية, كما أن الترغيب يفيد القلوب المطمئنة, أو القريبة, والجمع بينهما يفيد القلب الذي فيه هذا, هذا.
                   كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢