أرشيف المقالات

(23) الوقفة العشرون: سلامة القلب من الأمراض - وقفات منهجية تربوية - عبد العزيز بن محمد السدحان

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
 
إن مما أُثر عن الصحابة رضي الله عنهم سلامة القلب على بعضهم.
فهذا أبو دجانة دخل عليه رجل في مرض موته، ووجهه يتهلل فقال: ما شأنك؟ قال: "ليس في قلبي غل على أحد من المسلمين".
ولا ينفي هذا أن نبغض في الله أبدًا؛ فالبغض في الله تعالى له شأنه، لكن المصيبة أن ترى أحد أهل العلم يتقد قلبه حقدًا على أخيه إذا خالف في مسألة.
لا شك أن هناك خلاف، لكن تجد أن هناك الجفاء والغلظة والفرح بالقدح في المخالف..
ومثل هذا في الغالب يكون سببًا في نزع البركة في العلم والبركة في الفهم.
 
وهذا مما يعطل مسيرة الصحوة أن ترى الأخوين الشقيقين من رحم واحد يختلفان في مسألة من خلاف التنوع فيصر كل منهم على رأيه ويتعصب هذا لزيد وهذا لعمرو.
 
نعم إذا كان الاختلاف اختلاف تضاد فلو سخط من سخط لا يؤبه له وإنما يُدعى له بالهداية، لكن المصيبة إذا كان خلاف تنوع ومع ذلك تجد الجفاء بالنظر، وعدم إلقاء السلام وعدم الترحاب.
فهذا لا شك من الجهل وهو يخالف منهج الصحابة رضي الله عنهم، بل بلغت سلامة القلب ومعرفة حق الأخوة بين الصحابة أن يسأل الكبير الصغير، وأن يستفيد الكبير من الصغير، وأن يتأدب الصغير ويعرف حق الكبير.
 
فسلامة القلب درج عليها الصحابة تماشيًا مع النصوص كقوله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر:9].
فكيف ينشد طالب العلم التوفيق في الأمور، وهو يضمر الشحناء والضغينة على إخوانه، نسأل الله سلامة الصدر، وطهارته من الغل والحقد والحسد.
وهكذا كان أهل السنة يرون خلاف التنوع دائرته واسعة، لكن قلوبهم سليمة قد يختلفون في مسائل ولكن تبقى القلوب صافية.
 
من كتاب: وقفات منهجية تربوية دعوية.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١